! ٧ < ﴿ قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْراً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٧٣ ) قال لا تؤاخذني..... > > ﴿بِمَا نَسِيتُ ﴾ بالذي نسيته، أو بشيء نسيته، أو بنسياني : أراد أنه نسي وصيته لا مؤاخذة على الناسي. أو أخرج الكلام في معرض النهي عن المؤاخذة بالنسيان يوهجه أن قد نسي ليبسط عذره في الإنكار وهو من معاريض الكلام التي يتقي بها الكذب، مع التوصل إلى الغرض، كقول إبراهيم : هذه أختي، وإني سقيم. أو أراد بالنسيان : الترك، أي : لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرّة. يقال : رهقه إذا غشيه، وأرهقه إياه. أي : ولا تغشني ﴿ عُسْراً ﴾ من أمري، وهو اتباعه إياه، يعني : ولا تعسر عليَّ متابعتك، ويسرها عليّ بالإغضاء وترك المناقشة. وقرىء :( عُسُراً )، بضمتين.
! ٧ < ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٧٤ ) فانطلقا حتى إذا..... > > ﴿فَقَتَلَهُ ﴾ قيل : كان قتله فتل عنقه. وقيل : ضرب برأسه الحائط، وعن سعيد بن جبير : أضجعه ثم ذبحه بالسكين. فإن قلت : لم قيل ﴿ حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾ بغير فاء و ﴿ حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ ﴾ قلت : جعل خرقها جزاء للشرط، وجعل قتله من جملة الشرط معطوفاً عليه، والجزاء ﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ ﴾. فإن قلت : فلم خولف بينهما ؟ قلت : لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب، وقد تعقّب القتل لقاء الغلام. وقرىء :( زاكية ) و ( زكية )، وهي الطاهرة من الذنوب، إما لأنها ظاهرة عنده لأنه لم يرها قد أذنبت، وإما لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾ يعني لم تقتل نفساً فيقتص منها. وعن ابن عباس :
( ٦٤٤ ) أن نجدة الحروري كتب إليه : كيف جاز قتله، وقد نهى رسول الله ﷺ عن قتل الولدان ؟ فكتب إليه : إن علمت من حال الولدان ما علمه عالم موسى فلك أن تقتل ﴿ نُّكْراً ﴾. وقرىء :( بضمتين ) وهو المنكر وقيل النكر أقل من الإمر ؛ لأن قتل نفس واحدة أهون من إغراق أهل السفينة. وقيل : معناه جئت شيئاً أنكر من الأوّل، لأن ذلك كان حرقاً يمكن تداركه بالسدّ، وهذا لا سبيل إلى تداركه. فإن قلت : ما معنى زيادة ﴿ لَكَ ﴾ ؟ قلت : زيادة المكافحة بالعتاب على رفض الوصية، والوسم بقلة الصبر عند الكرة الثانية.
! ٧ < ﴿ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْراً ﴾ > ٧ { < الكهف :( ٧٦ ) قال إن سألتك..... > >