رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَواةً وَأَقْرَبَ رُحْماً * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } > ٧ !
< < الكهف :( ٨٠ ) وأما الغلام فكان..... > > وقرأ الجحدري :( وكان أبواه مؤمنان ) على أن ( كان ) فيه ضمير الشأن ﴿ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾ فخفنا أن يغشى الوالدين المؤمنين طغياناً عليهما، وكفراً لنعمتهما بعقوقه وسوء صنيعه، ويلحق بهما شراً وبلاء، أو يقرن بإيمانهما طغيانه وكفره، فيجتمع في بيت واحد مؤمنان وطاغ كافر. أو يعيديهما بدائه ويضلهما بضلاله فيرتدّا بسببه ويطغيا ويكفرا بعد الإيمان وإنما خشي الخضر منه ذلك ؛ لأن الله تعالى أعلمه بحاله وأطلعه على سرّ أمره. وأمره إياه بقتله كاخترامه لمفسدة عرفها في حياته. وفي قراءة أبيّ :( فخاف ربك ) والمعنى : فكره ربك كراهة من خاف سوء عاقبة الأمر فغيره. ويجوز أن يكون قوله ﴿ فَخَشِينَا ﴾ حكاية لقول الله تعالى، بمعنى : فكرهنا، كقوله ﴿ لاِهَبَ لَكِ ﴾ ( مريم : ١٩ ). وقرىء :( يبدّلهما ) بالتشديد. والزكاة : الطهارة والنقاء من الذنوب. والرحم : الرحمة والعطف. وروي أنه ولدت لهما جارية تزوّجها نبيّ، فولدت نبياً هدى الله على يديه أمّة من الأمم. وقيل ولدت سبعين نبياً. وقيل : أبدلهما ابناً مؤمناً مثلهما. قيل اسما الغلامين : أصرم، وصريم. والغلام المقتول : اسمه الحسين. واختلف في الكنز، فقيل : مال مدفون من ذهب وفضة. وقيل : لوح من ذهب مكتوب فيه :
( ٦٤٨ ) عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب، وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل. وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها. لا إلاه إلاّ الله محمد رسول الله.

__________


الصفحة التالية
Icon