﴿ زِينَةَ اللَّهِ ﴾ من الثياب وكل ما يتجمل به ﴿ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرّزْقِ ﴾ المستلذات من المآكل والمشارب. ومعنى الاستفهام في من : إنكار تحريم هذه الأشياء. قيل : كانوا إذا أحرموا حرّموا الشاة وما يخرج منها من لحمها وشحمها ولبنها ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ ﴾ غير خالصة لهم ؛ لأنّ المشركين شركاؤهم فيها ﴿ خَالِصَةٌ ﴾ لهم ﴿ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ﴾ لا يشركهم فيها أحد. فإن قلت : هلا قيل : هي للذين آمنوا ولغيرهم. قلت : لينبه على أنها خلقت للذين آمنوا على طريق الأصالة، وأن الكفرة تبع لهم، كقوله تعالى :﴿ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ﴾ ( البقرة : ١٢٦ ) وقرىء :( خالصةً ) بالنصب على الحال، وبالرفع على أنها خبر بعد خبر.
! ٧ < ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ٣٣ ) قل إنما حرم..... > >
﴿ الْفَواحِشَ ﴾ ما تفاحش قبحه أي تزايد. وقيل : هي ما يتعلق بالفروج ﴿ وَالإِثْمَ ﴾ عام لكل ذنب. وقيل : شرب الخمر ﴿ وَالْبَغْىَ ﴾ الظلم والكبر، أفرده بالذكر كما قال :﴿ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى ﴾. ﴿ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَاناً ﴾ فيه تهكم، لأنه لا يجوز أن ينزل برهاناً بأن يشرك به غيره ﴿ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ ﴾ وأن تتقوّلوا عليه وتفتروا الكذب من التحريم وغيره.
! ٧ < ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأعراف :( ٣٤ ) ولكل أمة أجل..... > > وَلِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾ وعيد لأهل مكة بالعذاب النازل في أجل معلوم عند الله كما نزل بالأمم وقرىء :( فإذا جاء آجالهم ). وقال :﴿ سَاعَةِ ﴾ لأنها أقل الأوقات في استعمال الناس. يقول المستعجل لصاحبه : في ساعة، يريد أقصر وقت وأقربه.
! ٧ < ﴿ يَابَنِى آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِى فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِأايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ٣٥ ) يا بني آدم..... > >
﴿إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ ﴾ هي ( إن ) الشرطية ضمت إليها ( ما ) مؤكدة لمعنى الشرط. ولذلك لزمت فعلها النون الثقيلة أو الخفيفة. فإن قلت : فما جزاء هذا الشرط ؟ قلت : الفاء وما بعده من

__________


الصفحة التالية
Icon