المسلمين لشدّة غيظهم وحنقهم على المشركين يستبطؤن ما وعد الله رسوله من النصر، وآخرون من المشركين يريدون اتباعه ويخشون أن لا يثبت أمره. فنزلت. وقد فسر النصر : بالرزق، وقيل : معناه أن الأرزاق بيد الله لا تنال إلا بمشيئته ولا بد للعبد من الرضا بقسمته، فمن ظنّ أن الله غير رازقه وليس به صبر واستسلام، فليبلغ غاية الجزع وهو الاختناق، فإن ذلك لا يقلب القسمة ولا يردّه مرزوقاً.
! ٧ < ﴿ وَكَذالِكَ أَنزَلْنَاهُ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يُرِيدُ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ١٦ ) وكذلك أنزلناه آيات..... > > أي : ومثل ذلك الإنزال أنزلنا القرآن كله ﴿ بَيّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ ﴾ لة ﴿ إِنَّ اللَّهَ * يَهْدِى ﴾ به الذين يعلم أنهم يؤمنون. أو يثبت الذين آمنوا ويزيدهم هدى، أنزله كذلك مبيناً.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ١٧ ) إن الذين آمنوا..... > > الفصل مطلق يحتمل الفصل بينهم في الأحوال والأماكن جميعاً، فلا يجازيهم جزاء واحداً بغير تفاوت، ولا يجمعهم في موطن واحد. وقيل : الأديان خمسة : أربعة للشيطان وواحد للرحمان جعل الصابئون مع النصارى لأنهم نوع منهم. وقيل :﴿ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ ﴾ يقضي بينهم، أي بين المؤمنين والكافرين. وأدخلت ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾ على كل واحد من جزأي الجملة لزيادة التوكيد. ونحوه قول جرير :% ( إنَّ الْخَلِيفَةَ إنَّ اللَّهَ سَرْبَلَه % سِرْبَالَ مُلْكٍ بِهِ تُرْجَى الْخَوَاتِيمُ ) %
! ٧ < ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاٌّ رْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ١٨ ) ألم تر أن..... > > سميت مطاوعتها له فيما يحدث فيها من أفعاله ويجريها عليه من تدبيره وتسخيره لها : سجوداً له، تشبيهاً لمطاوعتها بإدخال أفعال المكلف في باب الطاعة والانقياد، وهو السجود الذي كل خضوع دونه، فإن قلت : فما تصنع بقوله :﴿ وَكَثِيرٌ مّنَ النَّاسِ ﴾ وبما فيه من الاعتراضين، أحدهما : أنّ السجود على المعنى الذي فسرته به، لا يسجده بعض الناس دون بعض. والثاني : أنّ السجود قد أسند على سبيل العموم إلى من في الأرض من الإنس والجن أولاً، فإسناده إلى كثير منهم آخراً مناقضة ؟ قلت : لا أنظم كثيراً في