الإعلام عند إيواء عيسى ومريم إلى الربوة، فذكر على سبيل الحكاية، أي : أويناهما وقلنا لهما هذا، أي : أعلمناهما أنّ الرسل كلهم خوطبوا بهذا، فكلا مما رزقناكما واعملا صالحاً اقتداء بالرسل.
! ٧ < ﴿ وَإِنَّ هَاذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٥٢ ) وإن هذه أمتكم..... > > قرىء :( وإنّ ) بالكسر على الاستئناف. وأَنّ بمعنى ولأنّ. وأن مخففة من الثقيلة، و ﴿ أُمَّتُكُمْ ﴾ مرفوعة معها.
! ٧ < ﴿ فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٥٣ ) فتقطعوا أمرهم بينهم..... > > وقرىء :﴿ زُبُراً ﴾ جمع زبور، أي : كتباً مختلفة، يعني : جعلوا دينهم أدياناً، وزبراً قطعاً : استعيرت من زبر الفضة والحديد، وزبراً : مخففة الباء، كرسل في رسل، أي : كلّ فرقة من فرق هؤلاء المختلفين المتقطعين دينهم، فرح بباطله، مطمئنّ النفس، معتقد أنه على الحق.
! ٧ < ﴿ فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٥٤ ) فذرهم في غمرتهم..... > > الغمرة. الماء الذي يغمر القامة فضربت مثلاً لما هم مغمورون فيه من جهلهم وعمايتهم. أو شبهوا باللاعبين في غمرة الماء لما هم عليه من الباطل. قال :% ( كَأَنَّنِي ضَارِبٌ فِي غَمْرَةٍ لَعِبُ ;
وعن علي رضي الله عنه : في غمراتهم ﴿ حَتَّى حِينٍ ﴾ إلى أن يقتلوا أو يموتوا.
! ٧ < ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِى الْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٥٥ ) أيحسبون أنما نمدهم..... > > سلى رسول الله ﷺ وسلم بذلك، ونهى عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره. وقرىء :( يمدّهم ) ويسارع، ويسرع، بالياء، والفاعل الله سبحانه وتعالى. ويجوز في : يسارع، ويسرع : أن يتضمن ضمير الممدّ به. ويسارع، مبنياً للمفعول. والمعنى : أنّ هذا الإمداد ليس إلا استدراجاً لهم إلى المعاصي، واستجراراً إلى زيادة الإثم، وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات، وفيما لهم فيه نفع وإكرام، ومعاجلة بالثواب قبل

__________


الصفحة التالية
Icon