١٤٨ )، ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ ( العنكبوت : ٢٧ ) لأنهم إذا سورع بها لهم، فقد سارعوا في نيلها وتعجلوها، وهذا الوجه أحسن طباقاً للآية المتقدمة، لأنّ فيه إثبات ما نفي عن الكفار للمؤمنين. وقرىء :( يسرعون في الخيرات ) ﴿ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ أي فاعلون السبق لأجلها أو سابقون الناس لأجلها، أو إياها سابقون، أي : ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا. ويجوز أن يكون ﴿ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ خبراً بعد خبر. ومعنى ﴿ وَهُمْ لَهَا ﴾ كمعنى قوله :% ( أَنْتَ لَهَا أَحْمَدُ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ ;
! ٧ < ﴿ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَاذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذالِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٦٢ ) ولا نكلف نفسا..... > > يعني أن هذا الذي وصف به الصالحين غير خارج من حدّ الوسع والطاقة، وكذلك كل ما كلفه عباده وما عملوه من الأعمال فغير ضائع عنده، بل هو مثبت لديه في كتاب، يريد اللوح، أو صحيفة الأعمال ناطق بالحق لا يقرءون منه يوم القيامة إلا ما هو صدق وعدل، لا زيادة فيه ولا نقصان ولا يظلم منهم أحد. أو أراد أن الله لا يكلف إلا الوسع، فإن لم يبلغ المكلف أن يكون على صفة هؤلاء السابقين بعد أن يستفرغ وسعه ويبذل طائفته فلا عليه، ولدينا كتاب فيه عمل السابق والمقتصد، ولا نظلم أحداً ولا نحطه دون درجته، بل قلوب الكفرة في غفلة غامرة لها ﴿ مّنْ هَاذَا ﴾ أي مما عليه هؤلاء الموصوفون من المؤمنين ﴿ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ ﴾ متجاوزة متخطية لذلك، أي : لما وصف به المؤمنون ﴿ هُمْ لَهَا ﴾ معتادون وبها ضارون، لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب.
! ٧ < ﴿ حَتَّى إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأرُونَ * لاَ تَجْأرُواْ الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ ءَايَتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٦٤ ) حتى إذا أخذنا..... > > حتى هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام : الجملة الشرطية، والعذاب. قتلهم يوم بدر. أو الجوع حين دعا عليهم رسول الله ﷺ فقال :