أبواب الدين هو عند الناس كالشريعة المنسوخة قد تركوا العمل به، وباب الاستئذان من ذلك : بينا أنت في بيتك، إذا رعف عليك الباب. بواحد من غير استئذان ولا تحية من تحايي إسلام ولا جاهلية، وهو ممن سمع ما أنزل الله فيه، وما قال رسول الله ﷺ، ولكن أين الأذن الواعية ؟ وفي قراءة عبد الله :( حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا ). وعن ابن عباس وسعيد بن جبير : إنما هو حتى تستأذنوا، فأخطأ الكاتب. ولا يعوّل على هذه الرواية. وفي قراءة أبيّ :( حتى تستأذنوا ) ﴿ ذالِكُمْ ﴾ الاستئذان والتسليم ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ من تحية الجاهلية والدمور وهو الدخول بغير إذن واشتقاقه من الدمار وهو الهلاك، كأن صاحبه دامر لعظم ما ارتكب. وفي الحديث :
( ٧٤٤ ) ( من سبقت عينه استئذانه فقد دمر ). وروي :
( ٧٤٥ ) أنّ رجلاً قال للنبي ﷺ : أأستأذن على أمي ؟ قالَ :( نعم )، قالَ : إنها ليس لها خادمٌ غيري، أأستأذن عليها كلما دخلْتُ ؟ قالَ :( أتحبُّ أن تَراها عريانةً ) قالَ الرجل : لاَ. قال :( فاستأذن ). ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ أي أنزل عليكم. أو قيل : لكم هذا إرادة أن تذكروا وتتعظوا وتتعلموا بما أمرتم به في باب الاستئذان.
! ٧ < ﴿ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٢٨ ) فإن لم تجدوا..... > > يحتمل ﴿ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَداً ﴾ من الآذنين ﴿ فَلاَ تَدْخُلُوهَا ﴾ واصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم. ويحتمل : فإن لم تجدوا فيها أحداً من أهلها ولكم فيها حاجة فلا تدخلوها إلاّ بإذن أهلها، وذلك أنّ الاستئذان لم يشرع لئلا يطلع الدامر على عورة، ولا