الأيمن من اليمين : أي من ناحيته اليمنى. أو من اليمن صفة للطور، أو للجانب. شبهه بمن قربه بعض العظماء للمناجاة، حيث كلمه بغير واسطة ملك. وعن أبي العالية قرّبه حتى سمع صريف القلم الذي كتبت به التوراة.
! ٧ < ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً ﴾ > ٧ !
< < مريم :( ٥٣ ) ووهبنا له من..... > > ﴿مِن رَّحْمَتِنَا ﴾ من أجل رحمتنا له وترأفنا عليه : وهبنا له هرون. أو بعض رحمتنا، كما في قوله :﴿ وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا ﴾. و ﴿ أَخَاهُ ﴾ على هذا الوجه بدل. و ﴿ هَارُونَ ﴾ عطف بيان، كقولك : رأيت رجلاً أخاك زيداً. وكان هرون أكبر من موسى، فوقعت الهبة على معاضدته وموازرته كذا عن ابن عباس رضي الله عنه.
! ٧ < ﴿ وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَواةِ وَالزَّكَواةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً ﴾ > ٧ !
< < مريم :( ٥٤ ) واذكر في الكتاب..... > > ذكر إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد وإن كان ذلك موجوداً في غيره من الأنبياء، تشريفاً له وإكراماً، كالتلقيب بنحو : الحليم، والأوّاه، والصدّيق ؛ ولأنه المشهور المتواصف من خصاله عن ابن عباس رضي الله عنه : أنه وعد صاحباً له أن ينتظره في مكان، فانتظره سنة. وناهيك أنه وعد في نفسه الصبر على الذبح فوفى، حيث قال :﴿ سَتَجِدُنِى إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ ( الصافات : ١٠٢ ) كان يبدأ بأهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم، ولأنهم أولى من سائر الناس ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ ﴾ ( الشعراء : ٢١٤ )، ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ ﴾ ( طه : ١٣٢ )، ﴿ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾ ( التحريم : ٦ ) ألا ترى أنهم أحق بالتصدّق عليهم ؛ فالإحسان الديني أولى. وقيل :﴿ أَهْلَهُ ﴾ أمته كلهم من القرابة وغيرهم ؛ لأنّ أمم النبيين في عداد أهاليهم. وفيه أنّ من حق الصالح أن لا يألو نصحاً للأجانب فضلاً عن الأقارب والمتصلين به، وأن يحظيهم بالفوائد الدينية ولا يفرط في شيء من ذلك.
! ٧ < ﴿ وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ﴾ > ٧ !
< < مريم :( ٥٦ ) واذكر في الكتاب..... > > قيل : سمي إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عزّ وجل، وكان اسمه أخنوخ، وهو غير صحيح ؛ لأنه لو كان أفعيلاً من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية، فكان منصرفاً ؛ فامتناعه من الصرف دليل العجمة. وكذلك إبليس أعجمي. وليس من الإبلاس كما يزعمون، ولا يعقوب من العقب، ولا إسرائيل بإسرال كما زعم ابن السكيت، ومن لم يحقق ولم يتدرّب بالصناعة كثرت منه أمثال هذه الهنات. ويجوز أن يكون معنى

__________


الصفحة التالية
Icon