قوله :﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ ﴾ ( الأنبياء : ٣٠ ) ؟ قلت : قصد ثمة معنى آخر : وهو أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو جنس الماء، وذلك أنه هو الأصل وإن تخللت بينه وبينها وسائط، قالوا : خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء، والجنّ من نار خلقها منه، وآدم من تراب خلقه منه. فإن قلت : لم جاءت الأجناس الثلاثة على هذا الترتيب ؟ قلت : قدم ما هو أعرق في القدرة وهو الماشي بغير آلة مشي من أرجل أو قوائم، ثم الماشي على رجلين، ثم الماشي على أربع : فإن قلت : لم سمي الزحف على البطن مشياً ؟ قلت ؛ على سبيل الاستعارة كما قالوا في الأمر المستمرّ : قد مشى هذا الأمر، ويقال : فلان لا يتمشى له أمر. ونحوه استعارة الشقة مكان الجحفلة، والمشفر مكان الشفة. ونحو ذلك. أو على طريق المشاكلة لذكر الزاحف مع الماشين.
! ٧ < ﴿ لَّقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَيِقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذالِكَ وَمَآ أُوْلَائِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٤٦ - ٤٧ ) لقد أنزلنا آيات..... > > ﴿ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ إشارة إلى القائلين آمنا وأطعنا. أو إلى الفريق المتولي، فمعناه على الأوّل : إعلام من الله بأنّ جميعهم منتف عنهم الإيمان لا الفريق المتولي وحده. وعلى الثاني : إعلام بأن الفريق المتولي لم يكن ما سبق لهم من الإيمان إيماناً، إنما كان ادّعاء باللسان من غير مواطأة القلب ؛ لأنه لو كان صادراً عن صحة معتقد وطمأنينة نفس لم يتعقبه التولي والإعراض. والتعريف في قوله :﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ دلالة على أنهم ليسوا بالمؤمنين الذين عرفت : وهم الثابتون المستقيمون على الإيمان، والموصوفون في قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ ﴾ ( الحجرات : ١٥ ).
! ٧ < ﴿ وَإِذَا دُعُواْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٤٨ - ٤٩ ) وإذا دعوا إلى..... > > معنى ﴿ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ إلى رسول الله كقولك : أعجبني زيد وكرمه، تريد : كرم