وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة. وبالظهيرة : لأنها وقت وضع الثياب للقائلة. وبعد صلاة العشاء ؛ لأنه وقت التجرّد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم. وسمى كل واحدة من هذه الأحوال عورة ؛ لأن الناس يختلّ تسترهم وتحفظهم فيها. والعورة : الخلل. ومنها : أعور الفارس، وأعور المكان، والأعور : المختل العين. ثم عذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات، وبين وجه العذر في قوله :﴿ طَوفُونَ عَلَيْكُمْ ﴾ يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة : يطوفون عليكم بالخدمة، وتطوفون عليهم للاستخدام ؛ فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت، لأدّى إلى الحرج. وروي :
( ٧٦٦ ) أن مدلج بن عمرو : وكان غلاماً أنصارياً : أرسله رسول الله ﷺ وقت الظهر إلى عمر ليدعوه، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر : لوددت أنّ الله عزّ وجلّ نهى آباءنا وأبناءنا وخدمنا أن لا يدخلوا علينا هذه الساعات إلاّ بإذن، ثم انطلق معه إلى النبي ﷺ. فوجده وقد أنزلت عليه هذه الآية.
وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر رضي الله تعالى عنه.
وقيل :
( ٧٦٧ ) نزلت في أسماء بنت أبي مرشد، قالت : إنا لندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد. وقيل : دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله، فأتت رسول الله ﷺ فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها. وعن أبي عمرو :﴿ الْحُلُمَ ﴾ بالسكون وقرىء :﴿ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ﴾ بالنصب بدلاً عن ثلاث مرات، أي : أوقات ثلاث عورات. وعن الأعمش : عورات على لغة هذيل. فإن قلت : ما محلّ ليس عليكم ؟ قلت : إذا رفعت ثلاث عورات كان ذلك في محل الرفع على الوصف. والمعنى : هنّ ثلاث عورات مخصوصة بالاستئذان، وإذا نصبت : لم يكن له

__________


الصفحة التالية
Icon