( ٧٧٢ ) نزلت في عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس، وكان يكثر مجالسة رسول الله ﷺ. وقيل : اتخذ ضيافة فدعا إليها رسول الله ﷺ، فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين. ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال : صبأت يا عقبة ؟ قال : لا، ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي، فاستحييت منه فشهدت له والشهادة ليست في نفسي، فقال : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه، فوجده ساجداً في دار الندوة ففعل ذلك. فقال النبي ﷺ :( لا ألقاك خارجاً مِنْ مكة إلاّ علوتُ رأَسَك بالسيفِ )، فقتلَ يومَ بدرٍ : أمرَ علياً رضي الله عنه بقتله. وقيل : قتله عاصم بن ثابت بن أفلح الأنصاري وقال : يا محمد، إلى من الصبية قال : إلى النار. وطعن رسول الله ﷺ أبياً بأحد، فرجع إلى مكة فمات. واللام في ﴿ الْحَقُّ ﴾ يجوز أن تكون للعهد، يراد به عقبة خاصة. ويجوز أن تكون للجنس فيتناول عقبة وغيره. تمنى أن لو صحب الرسول وسلك معه طريقاً واحداً وهو طريق الحق ولم يتشعب به طرق الضلالة والهوى. أو أراد أني كنت ضالاً لم يكن لي سبيل قط، فليتني حصلت بنفسي في صحبة الرسول سبيلاً، وقرىء :( يا ويلتي ) بالياء، وهو الأصل ؛ لأن الرجل ينادي ويلته وهي هلكته، ويقول لها : تعالي فهذا أوانك. وإنما قلبت الياء ألفاً كما في صحارى، ومدارى. فلان : كناية عن الأعلام، كما أن الهن كناية عن الأجناس فإن أريد بالظالم عقبة، فالمعنى : ليتني لم أتخذ أبياً خليلاً، فكنى عن اسمه. وإن أريد به الجنس، فكل من اتخذ من المضلين خليلاً كان لخليله اسم علم لا محالة، فجعله كناية عنه { عَنِ

__________


الصفحة التالية
Icon