! ٧ < ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَىِّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً ﴾ > ٧ !
< < الفرقان :( ٥٨ ) وتوكل على الحي..... > > أمره بأن يثق به ويسند أمره إليه في استكفاء شرورهم، مع التمسك بقاعدة التوكل وأساس الالتجاء وهو طاعته وعبادته وتنزيهه وتحميده، وعرّفه أن الحي الذي لا يموت، حقيق بأن يتوكل عليه وحده ولا يتكل على غيره من الأحياء الذين يموتون. وعن بعض السلف أنه قرأها فقال : لا يصحّ لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق، ثم أراه أن ليس إليه من أمر عباده شيء. آمنوا أم كفروا، وأنه خبير أحوالهم كاف في جزاء أعمالهم.
! ٧ < ﴿ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ > ٧ !
< < الفرقان :( ٥٩ ) الذي خلق السماوات..... > > ﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ يعني في مدّة : مقدارها هذه المدّة، لأنه لم يكن حينئذ نهار ولا ليل، وقيل : ستة أيام من أيام الآخرة، وكل يوم ألف سنة. والظاهر أنها من أيام الدنيا. وعن مجاهد : أوّلها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة. ووجهه أن يسمي الله لملائكته تلك الأيام المقدرة بهذه الأسماء فلما خلق الشمس وأدارها وترتب أمر العالم على ما هو عليه، جرت التسمية على هذه الأيام. وأما الداعي إلى هذا العدد أعني الستة دون سائر الأعداد فلا نشك أنه داعي حكمة ؛ لعلمنا أنه لا يقدّر تقديراً إلاّ بداعي حكمة، وإن كنا لا نطلع عليه ولا نهتدي إلى معرفته. ومن ذلك تقدير الملائكة الذين هم أصحاب النار تسعة عشر، وحملة العرش ثمانية، والشهور أثني عشر، والسماوات سبعاً والأرض كذلك، والصلوات خمساً، وأعداد النصب والحدود والكفارات وغير ذلك. والإقرار بدواعي الحكمة في جميع أفعاله، وبأن ما قدّره حق وصواب هو الإيمان. وقد نصّ عليه في قوله :﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ﴾ ( المدثر : ٣١ ) ثم قال :﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ ﴾ ( المدثر : ٣١ ) وهو الجواب أيضاً في أن لم يخلقها في لحظة، وهو قادر على ذلك. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنهما. إنما خلقها في ستة أيام وهو يقدر على أن يخلقها في لحظة، تعليماً لخلقه الرفق والتئبت. وقيل : اجتمع خلقها يوم الجمعة فجعله الله عيداً للمسلمين. الذي خلق مبتدأ. و ﴿ الرَّحْمَانُ ﴾ خبره. أو صفة للحيّ، والرحمان : خبر مبتدأ محذوف. أو بدل عن المستتر في استوى. وقرىء :( الرحمان ) بالجر صفة للحيّ. وقرىء :( فسل ) والباء في به صلة

__________


الصفحة التالية
Icon