ومن قرأ بالنصب وزعم أن ( ليكة ) بوزن ليلة : اسم بلد، فتوهم قاد إليه خط المصحف، حيث وجدت مكتوبة في هذه السورة وفي سورة ص بغير ألف. وفي المصحف أشياء كتبت على خلاف قياس الخط المصطلح عليه، وإنما كتبت في هاتين السورتين على حكم لفظ اللافظ، كما يكتب أصحاب النحو لان، ولولى : على هذه الصورة لبيان لفظ المخفف، وقد كتبت في سائر القرآن على الأصل، والقصة واحدة، على أن ( ليكة ) اسم لا يعرف. وروي أن أصحاب الأيكة كانوا أصحاب شجر ملتف. وكان شجرهم الدوم. فإن قلت : هلا قيل : أخوهم شعيب. كما في سائر المواضع ؟ قلت : قالوا : إن شعيباً لم يكن من أصحاب الأيكة. وفي الحديث :
( ٧٨٤ ) ( أن شعيباً أخا مدين، أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة ).
! ٧ < ﴿ أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الاٌّ رْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاٌّ وَّلِينَ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ١٨١ ) أوفوا الكيل ولا..... > > الكيل على ثلاثة أضرب : واف، وطفيف، وزائد. فأمر بالواجب الذي هو الإيفاء، ونهى عن المحرّم الذي هو التطفيف، ولم يذكر الزائد، وكأن تركه عن الأمر والنهي : دليل على أنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعله فلا عليه. قرىء :( بالقسطاس ) مضموناً ومكسوراً وهو الميزان وقيل : القرسطون، فإن كان من القسط وهو العدل وجعلت العين مكررة فوزنه فعلاس وإلا فهو رباعي. وقيل : وهو بالرومية العدل. يقال : بخسته حقه، إذا نقصته إياه. ومنه قيل للمكس : البخس، وهو عامّ في كل حق ثبت لأحد أن لا يهضم، وفي كل ملك أن لا يغصب عليه مالكه ولا يتحيف منه، ولا يتصرف فيه إلا بإذنه تصرفاً شرعياً. يقال : عثا في الأرض وعثى وعاث، وذلك نحو قطع الطريق، والغارة، وإهلاك الزروع، وكانوا يفعلون ذلك مع توليهم أنواع الفساد فنهوا عن ذلك. وقرىء :( الجبلة )، بوزن الأبلة. والجبلة، بوزن الخلقة. ومعناهنّ واحد، أي : ذوي الجبلة، وهو كقولك : والخلق الأوّلين.

__________


الصفحة التالية
Icon