( ٧٩٢ ) ( قلْ وروحُ القدسِ معَكَ ). ختم السورة بآية ناطقة بما لا شيء أهيب منه وأهول، ولا أنكى لقلوب المتأمّلين ولا أصدع لأكباد المتدبرين، وذلك قوله :﴿ وَسَيَعْلَمْ ﴾ وما فيه من الوعيد البليغ، وقوله ﴿ الَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ وإطلاقه. وقوله :﴿ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ وإبهامه، وقد تلاها أبو بكر لعمر رضي الله عنهما حين عهد إليه : وكان السلف الصالح يتواعظون بها ويتناذرون شتتها. وتفسير الظلم بالكفر تعليل، ولأن تخاف فتبلغ الأمن : خير من أن تأمن فتبلغ الخوف. وقرأ ابن عباس :( أي منفلت ينفلتون ) ومعناها : إن الذين ظلموا يطمعون أن ينفلتوا من عذاب الله، وسيعلمون أن ليس لهم وجه من وجوه الانفلات وهو النجاة : اللهم اجعلنا ممن جعل هذه الآية بين عينيه فلم يغفل عنها ؛ وعلم أن من عمل سيئة فهو من الذين ظلموا، والله أعلم بالصواب.
قال رسول الله ﷺ :
( ٧٩٣ ) ( منْ قرأَ سورةَ الشعراءِ كان لَه من الأجر عشرُ حسناتٍ بعددِ منْ صَدَق بنوحٍ وكذبَ بهِ وهودٍ وشعيبٍ وصالحٍ وإبراهيمَ وبعددِ منْ كَذبَ بعيسى وصدّق بمحمدٍ عليهمُ الصلاةُ والسَلامُ )