( ٨٠٦ ) فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم، ثم تقول لهم : يا فلان، أنت من أهل الجنة. ويا فلان، أنت من أهل النار. وقرىء :( تكلمهم ) من الكلم وهو الجرح. والمراد به : الوسم بالعصا والخاتم. ويجوز أن يكون تكلمهم من الكلم أيضاً، على معنى التكثير. يقال : فلان مكلم، أي مجرّح. ويجوز أن يستدل بالتخفيف على أنّ المراد بالتكليم : التجريح، كما فسر : لنحرقنه، بقراءة عليّ رضي الله عنه : لنحرقنه، وأن يستدل بقراءة أبيّ : تنبئهم. وبقراءة ابن مسعود : تكلمهم بأنّ الناس، على أنه من الكلام. والقراءة بإن مكسورة : حكاية لقول الدابة، إما لأنّ الكلام بمعنى القول. أو بإضمار القول، أي : تقول الدابة ذلك. أو هي حكاية لقوله تعالى عند ذلك. فإن قلت : إذا كانت حكاية لقول الدابة فكيف تقول بآياتنا قلت : قولها حكاية لقول الله تعالى. أو على معنى بآيات ربنا. أو لاختصاصها بالله وأثرتها عنده، وأنها من خواص خلقه : أضافت آيات الله إلى نفسها، كما يقول بعض خاصة الملك : خيلنا وبلادنا، وإنما هي خيل مولاه وبلاده. ومن قرأ بالفتح فعلى حذف الجار، أي : تكلمهم بأن.
! ٧ < ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِأايَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٨٣ ) ويوم نحشر من..... > > ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ يحبس أوّلهم على آخرهم حتى يجتمعوا فيكبكبوا في النار. وهذه عبارة عن كثرة العدد وتباعد أطرافه، كما وصفت جنود سليمان بذلك. وكذلك قوله :﴿ فَوْجاً ﴾ فإن الفوج الجماعة الكثيرة. ومنه قوله تعالى :﴿ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ﴾ ( النصر : ٢ ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أبو جهل والوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة : يساقون بين يدي أهل مكة، وكذلك يحشر قادة سائر الأمم بين أيديهم إلى النار. فإن قلت : أي فرق بين من الأولى والثانية ؟ قلت : الأولى للتبعيض، والثانية للتبيين، كقوله :﴿ مِنَ الاْوْثَانِ ﴾.
! ٧ < ﴿ حَتَّى إِذَا جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِأايَاتِى وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٨٤ ) حتى إذا جاؤوا..... > > الواو للحال، كأنه قال : أكذبتم بها باديء الرأي من غير فكر ولا نظر يؤدي إلى إحاطة العلم بكنهها، وأنها حقيقة بالتصديق أو بالتكذيب. أو للعطف، أي : أجحدتموها ومع جحودكم لم تلقوا أذهانكم لتحققها وتبصرها ؛ فإن المكتوب إليه قد يجحد أن يكون