وإسرافيل، وملك الموت عليهم السلام. وقيل : الشهداء. وعن الضحاك : الحور، وخزنة النار، وحملة العرش. وعن جابر : منهم موسى عليه السلام، لأنه صعق مرّة. ومثله قوله تعالى :﴿ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاواتِ وَمَن فِى الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ﴾ ( الزمر : ٦٨ ). وقرىء :( أتوه ). ( وأتاه ) ( ودخرين )، فالجمع على المعنى والتوحيد على اللفظ. والداخر والدخر : الصاغر. وقيل : مع الإتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية. ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره وانقيادهم له.
! ٧ < ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ * مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ * وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ٨٨ ) وترى الجبال تحسبها..... > > ﴿جَامِدَةً ﴾ من جمد في مكانه إذا لم يبرح. تجمع الجبال فتسير كما تسير الريح السحاب، فإذا نظر إليها الناظر حسبها واقفه ثابتة في مكان واحد ﴿ وَهِىَ تَمُرُّ ﴾ مرّاً حثيثاً كما يمر السحاب. وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد : إذا تحرّكت لا تكاد تتبين حركتها، كما قال النابغة في صفة جيش :% ( بِأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنَّهُم % وُقُوفٌ لِحَاجٍ وَالرِّكَابُ تِهَمْلَجُ ) %
﴿ صُنْعَ اللَّهِ ﴾ من المصادر المؤكدة، كقوله :﴿ وَعَدَ اللَّهُ ﴾ ( النساء : ٩٥ ) وغيرها. و ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ ( البقرة : ١٣٨ ) إلا أن مؤكده محذوف، وهو الناصب ليوم ينفخ، والمعنى : ويوم ينفخ في الصور وكان كيت وكيت أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين، ثم قال : صنع الله، يريد به : الإثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب، حيث قال : صنع الله ﴿ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء ﴾ يعني أن مقابلته الحسنة بالثواب والسيئة بالعقاب : من جملة إحكامه للأشياء وإتقانه لها، وإجزائه لها على قضايا الحكمة أنه عالم بما يفعل العباد وبما يستوجبون عليه، فيكافئهم على حسب ذلك. ثم لخص ذلك بقوله :﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ ﴾ إلى آخر الآيتين، فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه وترتيبه، ومكانة إضماده، ورصانة تفسيره وأخذ بعضه بحجزة بعض، كأنما أفرغ إفراغاً واحداً ولأمر مّا أعجز القوي وأخرى الشقاشق. ونحو

__________


الصفحة التالية
Icon