أي تبين وعلم بالانتساب أني لست بابن لئيمة. والثاني : أن المتوعد يقول للجاني : سوف أنتقم منك، يعني أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر، فجرد ههنا لمعنى الوعيد ﴿ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ﴾ أي نطوّل له من العذاب ما يستأهله ونعذبه بالنوع الذي يعذب به الكفار المستهزؤن. أو نزيده من العذاب ونضاعف له من المدد. يقال : مده وأمده بمعنى، وتدل عليه قراءة عليّ بن أبي طالب : ونمد له بالضم، وأكد ذلك بالمصدر، وذلك من فرط غضب الله، نعوذ به من التعرّض لما نستوجب به غضبه ﴿ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ﴾ أي نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة ونعطيه من يستحقه. والمعنى مسمى ما يقول. ومعنى ﴿ مَا يَقُولُ ﴾ وهو المال والولد. يقول الرجل : أنا أملك كذا، فتقول له : ولي فوق ما تقول، ويحتمل أنه قد تمنى وطمع أن يؤتيه الله في الدنيا مالا وولداً، وبلغت به أشعبيته أن تألى على ذلك في قوله :﴿ لاَوتَيَنَّ ﴾ لأنه جواب قسم مضمر، ومن يتأل على الله يكذبه، فيقول الله عز وجل هب أنا أعطيناه ما اشتهاه، إما نرثه منه في العاقبة ويأتينا فرداً غداً بلا مال ولا ولد، كقوله عز وجل :﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ﴾ الآية ( الأنعام : ٩٤ ) فما يجدي عليه تمنيه وتأليه. ويحتمل أن هذا القول إنما يقول ما دام حيا، فإذا قبضناه حلنا بينه وبين أن يقوله، ويأتينا رافضاً له منفرداً عنه غير قائل له، أو لا ننسى قوله هذا ولا نلغيه، بل نثبته في صحيفته لنضرب به وجهه في الموقف ونعيره به ﴿ وَيَأْتِينَا ﴾ على فقره ومسكنته ﴿ فَرْداً ﴾ من المال والولد، لم نوله سؤله ولم نؤته متمناه، فيجتمع عليه الخطبان : تبعة قوله ووباله، وفقد المطموع فيه. فرداً على الوجه الأول : حال مقدرة نحو ﴿ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ لأنه وغيره سواء في إتيانه فرداً حين يأتي، ثم يتفاوتون بعد ذلك.
! ٧ < ﴿ وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ ءالِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ﴾ > ٧ !
< < مريم :( ٨١ ) واتخذوا من دون..... > > أي ليتعززوا بآلهتهم حيث يكونون لهم عند الله شفعاء وأنصاراً ينقذونهم من العذاب ﴿ كَلاَّ ﴾ ردع لهم وإنكار لتعززهم بالآلهة. وقرأ ابن نهيك ( كلا ) ﴿ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ﴾ أي سيجحدون كلا سيكفرون بعبادتهم، كقولك : زيداً مررت بغلامه. وفي محتسب ابن جني : كلا بفتح الكاف والتنوين، وزعم أن معناه كل هذا الرأي والاعتقاد كلا. ولقائل أن