﴿ وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مّنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾ أي من المطرودين المبعدين.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاٍّ ولَى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٤٣ ) ولقد آتينا موسى..... > > ﴿بَصَائِرَ ﴾ نصب على الحال. والبصيرة : نور القلب الذي يستبصر به، كما أن البصر نور العين الذي تبصر به، يريد : آتيناه التوراة أنواراً للقلوب، لأنها كانت عمياء لا تستبصر ولا تعرف حقا من باطل. وإرشاداً ؛ لأنهم كانوا يخبطون في ضلال ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ لأنهم لو عملوا بها وصلوا إلى نيل الرحمة ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ إرادة أن يتذكروا، شهبت الإرادة بالترجي فاستعير لها. ويجوز أن يراد به ترجي موسى عليه السلام لتذكرهم، كقوله تعالى :﴿ لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ ﴾ ( طه : ٤٤ ).
! ٧ < ﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَى مُوسَى الاٌّ مْرَ وَمَا كنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٤٤ ) وما كنت بجانب..... > > ﴿الْغَرْبِىّ ﴾ المكان الواقع في شق الغرب، وهو المكان الذي وقع فيه ميقات موسى عليه السلام من الطور وكتب الله له في الألواح. والأمر المقضي إلى موسى عليه السلام : الوحي الذي أوحى إليه ؛ والخطاب لرسول الله ﷺ يقول : وما كنت حاضراً المكان الذي أوحينا فيه إلى موسى عليه السلام، ولا كنت ﴿ مِنَ ﴾ جملة ﴿ الشَّاهِدِينَ ﴾ للوحي إليه، أو على الوحي إليه ؛ وهم نقباؤه الذين اختارهم للميقات، حتى تقف من جهة المشاهدة على ما جرى من أمر موسى عليه السلام في ميقاته. وكتبة التوراة له في الألواح، وغير ذلك.
! ٧ < ﴿ وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِى أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٤٥ ) ولكنا أنشأنا قرونا..... > > فإن قلت : كيف يتصل قوله :﴿ وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً ﴾ بهذا الكلام ؟ ومن أي وجه يكون استدراكاً له ؟ قلت : اتصاله به وكونه استدراكاً له، من حيث أن معناه : ولكنا أنشأنا بعد عهد الوحي إلى عهدك قرونا كثيرة ﴿ فَتَطَاوَلَ ﴾ على آخرهم : وهو القرن الذي أنت فيهم ﴿ الْعُمُرُ ﴾ أي أمد انقطاع الوحي واندرست العلوم، فوجب إرسالك إليهم، فأرسلناك وكسيناك العلم بقصص الأنبياء وقصة موسى عليهم السلام، كأنه قال : وما كنت شاهداً لموسى وما جرى عليه، ولكنا أوحينا إليك. فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة ؛

__________


الصفحة التالية
Icon