باللام، ويحذف الدعاء إذا عدّي إلى الداعي في الغالب، فيقال ؛ استجاب الله دعاءه أو استجابة له، ولا يكاد يقال : استجاب له دعاءه. وأما البيت فمعناه : فلم يستجب دعاءه، على حذف المضاف. فإن قلت : فالاستجابة تقتضي دعاء ولا دعاء ههنا. قلت : قوله فأتوا بكتاب أمر بالإتيان والأمر بعث على الفعل ودعاء إليه، فكأنه قال : فإن لم يستجيبوا دعاءك إلى الإتيان بالكتاب إلا هدى، فاعلم أنهم قد ألزموا ولم تبق لهم حجة إلا اتباع الهوى، ثم قال :﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ﴾ لا يتبع في دينه إلا ﴿ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ اللَّهِ ﴾ أي مطبوعاً على قلبه ممنوع الألطاف ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى ﴾ أي لا يلطف بالقوم الثابتين على الظلم الذين اللاطف بهم عابث. وقوله بغير هدى في موضع الحال، يعني مخذولاً مخلى بينه وبين هواه.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٥١ ) ولقد وصلنا لهم..... > > قرىء :﴿ وَصَّلْنَا ﴾ بالتشديد والتخفيف. والمعنى : أن القرآن أتاهم متتابعاً متواصلاً، وعداً ووعيداً، وقصصاً وعبراً، ومواعظ ونصائح : إرادة أن يتذكروا فيفلحوا. أو نزل عليهم نزولاً متصلاً بعضه في أثر بعض. كقوله :﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مّن ذِكْرٍ مّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ ( الشعراء : ٥ )
! ٧ < ﴿ الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٥٢ ) الذين آتيناهم الكتاب..... > > نزلت في مؤمني أهل الكتاب وعن رفاعة بن قرظة : نزلت في عشرة أنا أحدهم. وقيل : في أربعين من مسلمي أهل الإنجيل : اثنان وثلاثون جاؤوا مع جعفر من أرض الحبشة، وثمانية من الشام، والضمير في ﴿ مِن قَبْلِهِ ﴾ للقرآن.
! ٧ < ﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُواْ ءَامَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٥٣ ) وإذا يتلى عليهم..... > > فإن قلت : أي فرق بين الاستئنافين إنه وإنا ؟ قلت : الأوّل تعليل للإيمان به، لأن كونه حقاً من الله حقيق بأن يؤمن به. والثاني : بيان لقوله :﴿ بِهِ إِنَّهُ ﴾ لأنه يحتمل أن يكون إيماناً قريب العهد وبعيده، فأخبروا أن إيمانهم به متقادم ؛ لأنّ آباءهم القدماء قرؤوا في الكتب الأول ذكره وأبناءهم من بعدهم ﴿ مِن قَبْلِهِ ﴾ من قبل وجوده ونزوله ﴿ مُسْلِمِينَ ﴾ كائنين على دين الإسلام ؛ لأن الإسلام صفة كل موحد مصدّق للوحي.
! ٧ < ﴿ أُوْلَائِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ > ٧ { < القصص :( ٥٤ ) أولئك يؤتون أجرهم..... > >
﴿بِمَا صَبَرُواْ ﴾ بصبرهم على الإيمان بالتوراة والإيمان بالقرآن. أو بصبرهم على

__________


الصفحة التالية
Icon