﴿ فَعَسَى أَن ﴾ يفلح عند الله، و ( عسى ) من الكرام تحقيق. ويجوز أن يراد : ترجي التائب وطعمه، وكأنه قال : فليطمع أن يفلح.
! ٧ < ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٦٨ ) وربك يخلق ما..... > > الخيرة من التخير، كالطيرة من التطير : تستعمل بمعنى المصدر هو التخير، وبمعنى المتخير كقولهم : محمد خيرة الله من خلقه ﴿ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ بيان لقوله :﴿ وَيَخْتَارُ ﴾ لأنّ معناه : ويختار ما يشاء، ولهذا لم يدخل العاطف. والمعنى : أنّ الخير لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قيل : السبب فيه قول الوليد بن المغيرة :﴿ لَوْلاَ نُزّلَ هَاذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ ( الزخرف : ٣١ ) يعني : لا يبعث الله الرسل باختيار المرسل إليهم. وقيل : معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة، أي : يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح، وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم، من قولهم في الأمرين : ليس فيهما خيرة لمختار. فإن قلت : فأين الراجع من الصلة إلى الموصول إذا جعلت ما موصولة ؟ قلت : أصل الكلام : ما كان لهم فيه الخيرة، فحذف ( فيه ) كما حذف، منه في قوله :﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ ﴾ ( الشورى : ٤٣ ) لأنه مفهوم ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ ﴾ أي الله بريء من إشراكهم ومايحملهم عليه من الجراءة على الله واختيارهم عليه ما لا يختار.
! ٧ < ﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الاٍّ ولَى وَالاٌّ خِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ > ٧ !
< < القصص :( ٦٩ ) وربك يعلم ما..... > > ﴿مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ﴾ من عداوة رسول الله وحسده ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ من مطاعنهم فيه. وقولهم : هلا اختير عليه غيره في النبوّة ﴿ هُوَ اللَّهُ ﴾ وهو المستأثر بالإلهية المختص بها، و ﴿ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ تقرير لذلك، كقولك : الكعبة القبلة، لا قبلة إلا هي. فإن قلت : الحمد في الدنيا ظاهر فما الحمد في الآخرة ؟ قلت : هو قولهم :﴿ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ ( فاطر : ٣٤ )، ﴿ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ ( الزمر : ٧٤ ) ﴿ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ﴾ ( الزمر : ٧٥ ) والتحميد هناك على وجه اللذة لا الكلفة. وفي الحديث :
( ٨١٨ ) ( يلهمونَ التسبيحَ والتقديسَ ) ﴿ وَلَهُ الْحُكْمُ ﴾ القضاء بين عباده.