ومعروفك في الدنيا، كما أني لا أمنعهما رزقي. والثاني : التحذير من متابعتهما على الشرك، والحث على الثبات والاستقامة في الدين بذكر المرجع والوعيد. روي :
( ٨٢٣ ) أن سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله عنه حين أسلم قالت أمّه وهي حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس يا سعد، بلغني أنك قد صبأت، فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ؛ وإن الطعام والشراب عليّ حرام حتى تكفر بمحمد وكان أحبّ ولدها إليها فأبى سعد وبقيت ثلاث أيام كذلك، فجاء سعد إلى رسول الله ﷺ وشكا إليه، فنزلت هذه الآية والتي في لقمان والتي في الأحقاف، فأمره رسول الله ﷺ أن يداريها ويترضاها بالإحسان. وروي أنهانزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وذلك :
( ٨٢٤ ) أنه هاجر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما مترافقين حتى نزلا المدينة، فخرج أبو جهل بن هشام والحرث بن هشام أخواه لأمه أسماء بنت مخرمة : أمرأة من بني تميم من بني حنظلة فنزلا بعياش وقالا له : إن من دين محمد صلة الأرحام وبر الوالدين، وقد تركت أمّك لا تطعم ولا تشرب ولا تأوي بيتاً حتى تراك، وهي أشدّ حباً لك منا فاخرج معنا، وفتلا منه في الذروة والغارب فاستشار عمر رضي الله عنه فقال : هما يخدعانك، ولك عليّ أن أقسم مالي بيني وبينك، فما زالا به حتى أطاعهما وعصى عمر، فقال له عمر : أما إذ عصيتني فخذ ناقتي، فليس في الدنيا بعير يلحقها، فإن رابك منهما ريب فارجع، فلما انتهوا إلى البيداء قال أبو جهل : إن ناقتي قد كلت فاحملني معك. قال : نعم، فنزل ليوطىء لنفسه وله، فأخذاه وشدّاه وثاقاً، وجلده كل واحد منهما مائة جلدة، وذهبا به إلى أمه فقالت : لا تزال في عذاب حتى ترجع عن