مودودة، أو سبب مودّة. وعن عاصم : مودّة بينكم : بفتح بينكم مع الإضافة، كما قرىء :﴿ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾ ( الأنعام : ٩٤ ) ففتح وهو فاعل. وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : أوثاناً إنما مودّة بينكم في الحياة الدنيا، أي : إنما تتوادّون عليها، أو تودّونها في الحياة الدنيا ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ يقوم بينكم التلاعن والتباغض والتعادي : يتلاعن العبدة. ويتلاعن العبدة والأصنام، كقوله تعالى :﴿ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ﴾ ( مريم : ٨٢ ).
! ٧ < ﴿ فَأامَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ > ٧ !
< < العنكبوت :( ٢٦ ) فآمن له لوط..... > > كان لوط ابن أخت إبراهيم عليهما السلام، وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه ﴿ وَقَالَ ﴾ يعني إبراهيم ﴿ إِنّى مُهَاجِرٌ ﴾ من ( كوثى ) وهي من سواد الكوفة إلى ( حرّان ) ثم منها إلى فلسطين، ومن ثمة قالوا : لكل نبي هجرة ولإبراهيم هجرتان، وكان معه في هجرته : لوط، وامرأته سارة، وهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة ﴿ إِلَى رَبّى ﴾ إلى حيث أمرني بالهجرة إليه ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الذي يمنعني من أعدائي ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ الذي لا يأمرني إلا بما هو مصلحتي.
! ٧ < ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِى لاٌّ خِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ > ٧ !
< < العنكبوت :( ٢٧ ) ووهبنا له إسحاق..... > > ﴿أَجْرُهُ ﴾ الثناء الحسن، والصلاة عليه آخر الدهر والدرية الطيبة والنبوّة، وأن أهل الملل كلهم يتولونه. فإن قلت : ما بال إسماعيل عليه السلام لم يذكر، وذكر إسحق وعقبه ؟ قلت : قد دلّ عليه في قوله :﴿ وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ وكفى الدليل لشهرة أمره وعلوِّ قدره. فإن قلت : ما المراد بالكتاب ؟ قلت : قصد به جنس الكتاب، حتى دخل تحته ما نزل على ذريّته من الكتب الأربعة : التي هي التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ؟
! ٧ < ﴿ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ > ٧ !
< < العنكبوت :( ٢٨ ) ولوطا إذ قال..... > > ﴿وَلُوطاً ﴾ معطوف على إبراهيم، أو على ما عطف عليه. و ﴿ الْفَاحِشَةُ ﴾ الفعلة البالغة في القبح. و ﴿ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن الْعَالَمِينَ ﴾ جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة، كأن قائلاً قال : لم كانت فاحشة ؟ فقيل له : لأن أحداً قبلهم لم يقدم