! ٧ < ﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَاؤُلاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِايَاتِنَآ إِلاَّ الْكَافِرونَ ﴾ > ٧ !
< < العنكبوت :( ٤٧ ) وكذلك أنزلنا إليك..... > > ومثل ذلك الإنزال ﴿ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ﴾ أي : أنزلناه مصدّقاً لسائر الكتب السماوية، تحقيقاً لقوله : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم. وقيل : كما أنزلنا الكتب إلى من كان قبلك أنزلنا إليك الكتاب ﴿ فَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ﴾ هم عبد الله بن سلام ومن آمن معه ﴿ وَمِنْ هَؤُلاء ﴾ من أهل مكة وقيل : أراد بالذين أوتوا الكتاب الذين تقدموا عهد رسول الله ﷺ من أهل الكتاب. ومن هؤلاء ممن في عهده منهم ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِايَاتِنَآ ﴾ مع ظهورها وزوال الشبهة عنها، إلا المتوغلون في الكفر المصممون عليه. وقيل : هم كعب بن الأشرف وأصحابه.
! ٧ < ﴿ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِأايَاتِنَآ إِلاَّ الظَّالِمُونَ ﴾ > ٧ !
< < العنكبوت :( ٤٨ ) وما كنت تتلو..... > > وأنت أميّ ما عرفك أحد قط بتلاوة كتاب ولا خط ﴿ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ لو كان شيء من ذلك، أي، من التلاوة والخط ﴿ لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ من أهل الكتاب وقالوا : الذي نجده في كتبنا أمي لا يكتب ولا يقرأ وليس به. أو لارتاب مشركو مكة وقالوا : لعله تعلمه أو كتبه بيده. فإن قلت : لم سماهم مبطلين، ولو لم يكن أمّياً وقالوا : ليس بالذي نجده في كتبنا لكانوا صادقين محقين ؟ ولكان أهل مكة أيضاً على حق في قولهم لعله تعلمه أو كتبه فإنه رجل قارىء كاتب ؟ قلت : سماهم مبطلين لأنهم كفروا به وهو أميّ بعيد من الريب، فكأنه قال : هؤلاء المبطلون في كفرهم به لو لم يكن أمّياً لارتابوا أشدّ الريب، فحين ليس بقارىء كاتب فلا وجه لارتيابهم. وشيء آخر : وهو أن سائر الأنبياء عليهم السلام لم يكونوا أمّيين، ووجب الإيمان بهم وبما جاؤوا به، لكونهم مصدقين من جهة الحكيم بالمعجزات، فهب أنه قارىء كاتب فمالهم لم يؤمنوا به من الوجه الذي آمنوا منه بموسى وعيسى عليهما السلام ؟ على أن المنزلين ليسا بمعجزين، وهذا المنزل معجز، فإذاً هم مبطلون حيث لم يؤمنوا به وهو أمي، ومبطلون لو لم يؤمنوا به وهو غير أمي. فإن

__________


الصفحة التالية
Icon