أسود من سودان مصر خياطاً، وعن مجاهد : كان عبداً أسود غليظ الشفتين متشقق القدمين. وقيل : كان نجاراً. وقيل : كان راعياً وقيل : كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة. وعنه أنه قال لرجل ينظر إليه : إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهما كلام رقيق، وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض. وروي أن رجلاً وقف عليه في مجلسه فقال : ألست الذي ترعى معي في مكان كذا ؟ قال : بلى. قال ما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني. وروي أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدرع وقد لين الله له الحديد كالطين، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت، فلما أتمها لبسها وقال : نعم لبوس الحرب أنت. فقال : الصمت حكمة وقليل فاعله، فقال له داود : بحق ما سميت حكيماً. وروي أن مولاه أمره بذبح شاة وبأن يخرج منها أطيب مضغتين، فأخرج اللسان والقلب، ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام وأن يخرج أخبث مضغتين فأخرج اللسان والقلب، فسأله عن ذلك ؟ فقال : هما أطيب ما فيها إذا طابا، وأخبث ما فيها إذا خبثا. وعن سعيد بن المسيب أنه قال لأسود : لا تحزن، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان : بلال ومهجع مولى عمر، ولقمان. ﴿ ءانٍ ﴾ هي المفسرة، لأنّ إيتاء الحكمة في معنى القول، وقد نبه الله سبحانه على أنّ الحكمة الأصلية والعلم الحقيقي : هو العمل بهما وعبادة الله والشكر له، حيث فسر إيتاء الحكمة بالبعث على الشكر ﴿ غَنِىٌّ ﴾ غير محتاج إلى الشكر ﴿ حَمِيدٌ ﴾ حقيق بأن يحمد وإن لم يحمده أحد.
! ٧ < ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يابُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < لقمان :( ١٣ ) وإذ قال لقمان..... > > قيل : كان اسم ابنه ( أنعم ) وقال الكلبي :( أشكم ) وقيل : كان ابنه وامرأته كافرين، فما زال بهما حتى أسلما ﴿ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ لأنّ التسوية بين من لا نعمة إلا هي منه، ومن لا نعمة منه البتة ولا يتصوّر أن تكون منه ظلم لا يكتنه عظمه.
! ٧ < ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < لقمان :( ١٤ ) ووصينا الإنسان بوالديه..... > > أي ﴿ حَمَلَتْهُ ﴾ تهن ﴿ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ﴾ كقولك رجع عوداً على يده، بمعنى ؛ يعود

__________


الصفحة التالية
Icon