( ٨٦٦ ) ( يقولُ اللَّهُ تعالَى : أعددتُ لعبادِي الصالحينَ ما لاَ عينُ رأتْ ولا أذنَ سمعَت ولا خطر على قلبِ بشرٍ، يَلْهَ ما أطلعتُهم عليهِ. اقرؤُوا إن شئتمُ : فلا تعلمُ نفسُ ما أخفيَ لهمُ منْ قرةِ أعينٍ ) وعن الحسن رضي الله عنه : أخفى القوم أعمالاً في الدنيا، فأخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
! ٧ < ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الاٌّ دْنَى دُونَ الْعَذَابِ الاٌّ كْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ > ٧ !
< < السجدة :( ١٨ ) أفمن كان مؤمنا..... > > ﴿كَانَ مُؤْمِناً ﴾ و ﴿ كَانَ فَاسِقاً ﴾ محمولان على لفظ من و ﴿ لاَّ يَسْتَوُونَ ﴾ محمول على المعنى، بدليل قوله تعالى :﴿ أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾ ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ ﴾ ونحوه قوله تعالى :﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ ﴾ ( محمد : ١٦ ) و ﴿ جَنَّاتُ الْمَأْوَى ﴾ نوع من الجنان ؛ قال الله تعالى :﴿ وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ ( النجم : ١٥ ) سميت بذلك لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : تأوي إليها أرواح الشهداء. وقيل : هي عن يمين العرش. وقرىء :( جنة المأوى )، على التوحيد ﴿ نُزُلاً ﴾ عطاء بأعمالهم. والنزل : عطاء النازل، ثم صار عاماً ﴿ فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ﴾ أي ملجؤهم ومنزلهم. ويجوز أن يراد : فجنة مأواهم النار، أي النار لهم، مكان جنة المأوى للمؤمنين ؛ كقوله :﴿ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ( آل عمران : ٢١ )، ( التوبة : ٣٤ )، ( الإنشقاق : ٢٤ )، ﴿ الْعَذَابِ الاْدْنَى ﴾ عذاب الدنيا من القتل والأسر، وما محنوا به من السنة سبع سنين. وعن مجاهد رضي الله عنه، عذاب القبر. و ﴿ الْعَذَابَ الاْكْبَرَ ﴾ عذاب الآخرة، أي : نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا إلى الآخرة ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ أي يتوبون عن الكفر، أو لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه. كقوله تعالى :{ فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ

__________


الصفحة التالية
Icon