وهو منصوب على الحال أيضاً. ومعناه : لا يجاورونك إلاّ أقلاء أذلاء ملعونين. فإن قلت : ما موقع لا يجاورونك ؟ قلت : لا يجاورونك عطف على لنغرينك، لأنه يجوز أن يجاب به القسم. ألا ترى إلى صحة قولك : لئن لم ينتهوا لا يجاورونك. فإن قلت : أما كان من حق لا يجاورونك أن يعطف بالفاء، وأن يقال لنغرينك بهم فلا يجاورونك ؟ قلت : لو جعل الثاني مسبباً عن الأوّل لكان الأمر كما قلت : ولكنه جعل جواباً آخر للقسم معطوفاً على الأوّل، وإنما عطف بثم، لأن الجلاء عن الأوطان كان أعظم عليهم وأعظم من جميع ما أصيبوا به، فتراخت حاله عن حال المعطوف عليه ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ ﴾ في موضع مؤكد، أي : سنّ الله في الذين ينافقون الأنبياء أن يقتلوا حيثما ثقفوا وعن مقاتل : يعني كما قتل أهل بدر وأسروا.
! ٧ < ﴿ يَسْألُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ﴾ > ٧ !
< < الأحزاب :( ٦٣ ) يسألك الناس عن..... > > كان المشركون يسألون رسول الله ﷺ عن وقت قيام الساعة استعجالاً على سبيل الهزء، واليهود يسألونه امتحاناً ؛ لأنّ الله تعالى عمى وقتها في التوراة وفي كل كتاب، فأمر رسول الله ﷺ بأن يجيبهم بأنه علم قد استأثر الله به، لم يطلع عليه ملكاً ولا نبياً، ثم بين لرسوله أنها قريبة الوقوع، تهديداً للمستعجلين، وإسكاتاً للمتحنين ﴿ قَرِيبًا ﴾ شيئاً قريباً، أو لأن الساعة في معنى اليوم، أو في زمان قريب.
! ٧ < ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾ > ٧ !
< < الأحزاب :( ٦٤ ) إن الله لعن..... > > السعير : النار المسعورة الشديدة الإيقاد.
! ٧ < ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ يَقُولُونَ يالَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ ﴾ > ٧ !
< < الأحزاب :( ٦٦ ) يوم تقلب وجوههم..... > > وقرىء :( تقلب ) على البناء للمفعول. وتقلب : بمعنى يتقلب. ونقلب، أي : نقلب نحن. وتقلب، على أن الفعل للسعير، ومعي تقليبها : تصريفها في الجهات، كما ترى البضعة تدور في القدر إذا غلت فترامى بها الغليان من جهة إلى جهة. أو تغييرها عن أحوالها وتحويلها عن هيئاتها. أو طرحها في النار مقلوبين منكوسين. وخصت الوجوه بالذكر، لأنّ الوجه أكرم موضع في الإنسان من جسده. ويجوز أن يكون الوجه عبارة عن الجملة، وناصب الظرف ﴿ يَقُولُونَ ﴾ أو محذوف، وهو ( اذكر ) وإذا نصب بالمحذوف كان ﴿ يَقُولُونَ ﴾ حالاً.
! ٧ < ﴿ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ * رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ﴾ > ٧ { < الأحزاب :( ٦٧ ) وقالوا ربنا إنا..... > >