الحديد لداود، فنبع كما ينبع الماء من العين ؛ فلذلك سماه عين القطر باسم ما آل إليه، كما قال :﴿ إِنّى أَرَانِى أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾ ( يوسف : ٣٦ ) وقيل : كان يسبل في الشهر ثلاثة أيام ﴿ بِإِذْنِ رَبّهِ ﴾ بأمره ﴿ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ ﴾ ومن يعدل ﴿ عَنْ أَمْرِنَا ﴾ الذي أمرناه به من طاعة سليمان. وقرىء :( يزغ من أزاغه ). وعذاب السعير : عذاب الآخرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن السدي : كان معه ملك بيده سوط من نار، كلما استعصى عليه ضربه من حيث لا يراه الجني. المحاريب : المساكن والمجالس الشريفة المصونة عن الابتذال : سميت محاريب لأنه يحامي عليها ويذب عنها. وقيل : هي المساجد والتماثيل : صور الملائكة والنبيين والصالحين، كانت تعمل في المساجد من نحاس وصفر وزجاج ورخام ليراها الناس فيعبدوا نحو عبادتهم. فإن قلت : كيف استجاز سليمان عليه السلام عمل التصاوير ؟ قلت : هذا مما يجوز أن تختلف في الشرائع لأنه ليس من مقبحات العقل كالظلم والكذب، وعن أبي العالية : لم يكن اتخاذ الصور إذ ذاك محرّماً. ويجوز أن يكون غير صور الحيوان كصور الأشجار وغيرها ؛ لأنّ التمثال كل ما صوّر على مثل صورة غيره من حيوان وغير حيوان. أو تصوّر محذوفة الرؤوس. وروي أنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه، ونسرين فوقه، فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان له ذراعيهما، وإذا قعد أظله النسران بأجنحتهما. والجوابي : الحياض الكبار، قال :% ( تَرُوحُ عَلَى آل الْمُحَلِّقِ جَفْنَة % كَجَابِيَةِ السَّيْحِ العِرَاقِيِّ تَفْهَقُ ) %
لأنّ الماء يجبى فيها، أي : يجمع. جعل الفعل لها مجازاً وهي من الصفات العالية كالدابة. وقيل : كان يقعد على الجفنة ألف رجل. وقرىء : بحذف الياء اكتفاء بالكسرة. كقوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَدْعُو * الدَّاعِ ﴾ ( القمر : ٦ ). ﴿ رسِيَاتٍ ﴾ ثابتات على الأثافي لا تنزل عنها لعظمها ﴿ اعْمَلُواْ ءالَ * دَاوُودُ ﴾ حكاية ما قيل لآل داود. وانتصب ﴿ شَاكِراً ﴾ على أنه مفعول له، أي : اعملوا لله واعبدوه على وجه الشكر لنعمائه. وفيه دليل على أن العبادة يجب أن تؤدّى على طريق الشكر. أو على الحال، أي : شاكرين. أو على تقدير اشكروا واشكرا، لأن عملوا فيه معنى اشكروا، من حيث أنّ العمل للمنعم شكر له. ويجوز أن ينتصب باعملوا مفعولاً به. ومعناه : إنا سخّرنا لكم الجنّ يعملون لكم ما شئتم، فاعملوا أنتم شكراً على طريق المشاكلة و ﴿ الشَّكُورُ ﴾ المتوفر على أداء الشكر، الباذل وسعه فيه : قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه، اعتقاداً واعترافاً وكدحاً، وأكثر أوقاته. وعن

__________


الصفحة التالية
Icon