الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ } على أنه يؤذن أنهم يعملون صالحاً آخر غير الصالح الذي عملوه ؟ قلت : فائدته زيادة التحسر على ما عملوه من غير الصالح مع الاعتراف به. وأما الوهم فزائل لظهور حالهم في الكفر وركوب المعاصي، لأنهم كانوا يحسبون أنهم على سيرة صالحة، كما قال الله تعالى :﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ ( الكهف : ١٠٤ ) فقالوا : أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نحسبه صالحاً فنعمله ﴿ أَوَ لَمْ * نُعَمّرْكُمْ ﴾ توبيخ من الله يعني : فنقول لهم. وقرىء :( وما يذكر فيه ) من أذكر على الإدغام وهو متناول لكل عمر تمكن فيه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر ؛ إلاّ أن التوبيخ في المتطاول أعظم. وعن النبي ﷺ :
( ٩٢٨ ) ( العمرُ الذي أعذرَ اللَّهُ فيه إلى ابنِ آدمَ ستونَ سنةً ). وعن مجاهد : ما بين العشرين إلى الستين. وقيل : ثماني عشر وسبع عشر. و ﴿ النَّذِيرُ ﴾ الرسول ﷺ. وقيل : الشيب. وقرىء :( وجاءتكم النذر ) فإن قلت : علام عطف وجاءكم النذير ؟ قلت : على معنى : أو لم نعمركم ؛ لأن لفظه لفظ استخبار. ومعناه معنى إخبار، كأنه قيل : قد عمرناكم وجاءكم النذير.
! ٧ < ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ > ٧ !
< < فاطر :( ٣٨ ) إن الله عالم..... > > ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ كالتعليل، لأنه إذا علم ما في الصدور وهو أخفى ما يكون فقد علم غيب في العالم وذات الصدور : مضمراتها، وهي تأنيث ذو في نحو قول أبي بكر رضي الله عنه : ذو بطن خارجة جارية وقوله :
لِتُغْنِيَ عَنِّي ذَا إنَائِكَ أَجْمَعَا
المعنى ما في بطنها من الحبل، وما في إنائك من الشراب ؛ لأنّ الحبل والشراب