اليوم نتركك على عماك ولا نزيل غطاءه عن عينيك.
! ٧ < ﴿ وَكَذالِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِأايَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الاٌّ خِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٢٧ ) وكذلك نجزي من..... > > لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين : المعيشة الضنك في الدنيا، وحشره أعمى في الآخرة ختم آيات الوعيد بقوله :﴿ وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ كأنه قال : وللحشر على العمى الذي لا يزول أبداً أشدّ من ضيق العيش المنقضي. أو أراد : ولتركنا إياه في العمى أشدّ وأبقى من تركه لآياتنا.
! ٧ < ﴿ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِى مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لاٌّ وْلِى النُّهَى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٢٨ ) أفلم يهد لهم..... > > فاعل ﴿ لَّمْ يَهْدِنِى ﴾ الجملة بعده يريد : ألم يهد لهم هذا بمعناه ومضمونه ونظيره قوله تعالى :﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاْخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ ﴾ ( الصافات : ٧٩ ) أي تركنا عليه هذا الكلام. ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول، ويدل عليه القراءة بالنون. وقرىء :﴿ يَمْشُونَ ﴾ يريد أنّ قريشاً يتقلبون في بلاد عاد وثمود ويمشون ﴿ فِى مَسَاكِنِهِمْ ﴾ ويعاينون آثار هلاكهم.
! ٧ < ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٢٩ ) ولولا كلمة سبقت..... > > الكلمة السابقة : هي العدة بتأخير جزائهم إلى الآخرة، يقول : لولا هذه العدة لكان مثل إهلاكنا عاداً وثموداً لازماً لهؤلاء الكفرة. واللزام : إما مصدر لازم وصف به، وإما فعال بمعنى مفعل، أي ملزم، كأنه آلة اللزوم لفرط لزومه، كما قالوا : لزاز خصم ﴿ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى ﴾ لا يخلو من أن يكون معطوفاً على ﴿ كَلِمَةَ ﴾ أو على الضمير في ﴿ كَانَ ﴾ أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كم كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل.
! ٧ < ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ ءَانَآءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٣٠ ) فاصبر على ما..... > > ﴿بِحَمْدِ رَبّكَ ﴾ في موضع الحال، أي : وأنت حامد لربك على أن وفقك للتسبيح وأعانك عليه والمراد بالتسبيح الصلاة. أو على ظاهر قدم الفعل على الأوقات أوّلاً، والأوقات على الفعل آخر فكأنه قال : صل لله قبل طلوع الشمس يعني الفجر، وقبل غروبها يعني الظهر والعصر، لأنهما واقعتان في النصف الأخير من النهار بين زوال

__________


الصفحة التالية
Icon