الله فيتبعون أحسنها، ونحو القصاص والعفو، والانتصار والإغضاء، والإبداء والإخفاء لقوله تعالى :﴿ وَأَن تَعْفُواْ * أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ ( البقرة : ٢٣٧ )، ﴿ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ ( البقرة : ٢٧١ ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو الرجل يجلس مع القوم فيسمع الحديث فيه محاسن ومساو، فيحدّث بأحسن ما سمع ويكف عما سواه. ومن الوقفة من يقف على : فبشر عبادي، ويبتدىء : الذين يستمعون، يرفعه على الابتداء، وخبره ﴿ أُوْلَائِكَ ﴾.
! ٧ < ﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِى النَّارِ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ١٩ ) أفمن حق عليه..... > > أصل الكلام : أمّن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه، جملة شرطية دخل عليها همزة الإنكار والفاء فاء الجزاء، ثم دخلت الفاء التي في أوّلها للعطف على محذوف يدلّ عليه الخطاب، تقديره : أأنت مالك أمرهم، فمن حقّ عليه العذاب فأنت تنقذه، والهمزة الثانية هي الأولى، كرّرت لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد، ووضع ﴿ مَن فِى النَّارِ ﴾ موضع الضمير، فالآية على هذا جملة واحدة. ووجه آخر : وهو أن تكون الآية جملتين : أفمن حق عليه العذاب فأنت تخلصه ؟ أفأنت تنقد من النار ؟ وإنما جاز حذف : فأنت تخلصه ؛ لأن ﴿ أَفَأَنتَ تُنقِذُ ﴾ يدل عليه : نزل استحقاقهم العذاب وهم في الدنيا منزلة دخولهم النار، حتى نزل اجتهاد رسول الله ﷺ وكدّه نفسه في دعائهم إلى الإيمان : منزلة إنقاذهم من النار. وقوله :﴿ أَفَأَنتَ تُنقِذُ ﴾ يفيد أنّ الله تعالى هو الذي يقدر على الإنقاذ من النار وحده، لا يقدر على ذلك أحد غيره، فكما لا تقدر أنت أن تنقد الداخل في النار من النار، لا تقدر أن تخلصه مما هو فيه من استحقاق العذاب بتحصيل الإيمان فيه.
! ٧ < ﴿ لَاكِنِ الَّذِينَ اتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ٢٠ ) لكن الذين اتقوا..... > > ﴿غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ ﴾ علالي بعضها فوق بعض. فإن قلت : ما معنى قوله :﴿ مَّبْنِيَّةٌ ﴾ ؟ قلت : معناه والله أعلم : أنها بنيت بناء المنازل التي على الأرض وسوّيت تسويتها ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ ﴾ كما تجري تحت المنازل، من غير تفاوت بين العلوّ والسفل ﴿ وَعَدَ اللَّهُ ﴾ مصدر مؤكد ؛ لأنّ قوله لهم غرف في معنى ؛ وعدهم الله ذلك.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الاٌّ رْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَذِكْرَى لاٌّ وْلِى الاٌّ لْبَابِ ﴾ > ٧ !
< < الزمر :( ٢١ ) ألم تر أن..... > > ﴿ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَآء ﴾ هو المطر. وقيل : كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل

__________


الصفحة التالية
Icon