وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون )، ﴿ مَن لاَّ يَسْألُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾ كلمة جامعة في الترغيب وفيهم، أي : لا تخسرون معهم شيئاً من ديناكم وتربحون صحة دينكم فينتظم لكم خير الدنيا وخير الآخرة، ثم أبرز الكلام في معرض المناصحة لنفسه وهو يريد مناصحتهم ليتلطف بهم ويداريهم، ولأنه أدخل في إمحاض النصح حيث لا يريد لهم إلا ما يريد لروحه، ولقد وضع قوله :﴿ وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى ﴾ مكان قوله : وما لكم لا تعبدون الذي فطركم. ألا ترى إلى قوله :﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ ولولا أنه قصد ذلك لقال : الذي فطرني وإليه أرجع، وقد ساقه ذلك المساق إلى أن قال :﴿ بِرَبّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ﴾ يريد فاسمعوا قولي وأطيعوني، فقد نبهتكم على الصحيح الذي لا معدل عنه : أنّ العبادة لا تصحّ إلاّ لمن منه مبتدؤكم وإليه مرجعكم، وما أدفع العقول وأنكرها لأن تستحبوا على عبادته عبادة أشياء إن أرادكم هو بضرّ وشفع لكم هؤلاء لم تنفع شفاعتهم ولم يمكنوا من أن يكونوا شفعاء عنده ؛ ولم يقدروا على إنقاذكم منه بوجه من الوجوه، إنكم في هذا الاستحباب لواقعون في ضلال ظاهر بين لا يخفى على ذي عقل وتمييز. وقيل : لما نصح قومه أخذوا يرجمونه فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل، فقال لهم :﴿ إِنّىءامَنتُ بِرَبّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾ أي اسمعوا إيماني تشهدوا لي به. وقرىء :( إن يردني الرحمان بضرّ ) بمعنى : أن يوردني ضرّاً، أي يجعلني مورداً للضرّ.
! ٧ < ﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يالَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ > ٧ !
< < يس :( ٢٦ ) قيل ادخل الجنة..... > > أي لما قتل ﴿ قِيلَ ﴾ له ﴿ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ﴾ وعن قتادة : أدخله الله الجنة وهو فيها حيّ يرزق أراد قوله تعالى :﴿ بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ ﴾ ( آل عمران : ١٦٩ ) وقيل : معناه البشري بدخول الجنة وأنه من أهلها. فإن قلت : كيف مخرج هذا القول في علم

__________


الصفحة التالية
Icon