وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } > ٧ !
< < الزمر :( ٦٢ - ٦٣ ) الله خالق كل..... > > ﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ﴾ أي هو مالك أمرها وحافظها، وهو من باب الكناية ؛ لأنّ حافظ الخزائن مدبر أمرها هو الذي الذي يملك مقاليدها، ومنه قولهم : فلان ألقيت إليه مقاليد الملك وهي مفاتيح، ولا واحد لها من لفظها. وقيل : مقليد. ويقال : إقليد وأقاليد، والكلمة أصلها فارسية. فإن قلت : ما للكتاب العربي المبين بالفارسية ؟ قلت : التعريب أحالها عربية، كما أخرج الاستعمال المهمل من كونه مهملاً. فإن قلت : بما اتصل قوله :﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ قلت : بقوله :﴿ وَيُنَجّى اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ ﴾ ( الزمر : ٦١ ) أي ينجي الله المتقين بمفازتهم، والذين كفروا هم الخاسرون. واعتراض بينهما بأنه خالق الأشياء كلها. وهو مهيمن عليها فلا يخفى عليه شيء من أعمال المكلفين فيها وما يستحقون عليها من الجزاء، وقد جعل متصلاً بما يليه على أن كل شيء في السماوات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه والذين كفروا وجحدوا أن يكون الأمر كذلك أولئك هم الخاسرون وقيل :
( ٩٧٢ ) سأل عثمان رضي الله عنه رسول الله ﷺ عن تفسير قوله تعالى :﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ﴾، فقال :( يا عثمان، ما سألني عنها أحد قبلك، تفسيرها : لا إلاه إلاّ والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) وتأويله على هذا ؛ أن لله هذه الكلمات يوحد بها ويمجد، وهي مفاتيح خير السماوات والأرض :

__________


الصفحة التالية
Icon