وليس بذلك ؛ لأنّ فعالاً من أفعل لم يجيء إلاّ في عدّة أحرف، نحو : درّاك وسارّ وقصار وحبار، ولا يصحّ القياس على القليل. ويجوز أن يكون نسبة إلى الرشد، كعوّاج وبتات، غير منظور فيه إلى فعل.
! ٧ < ﴿ وَقَالَ الَّذِىءَامَنَ ياقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ الاٌّ حْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٣٠ - ٣١ ) وقال الذي آمن..... > > ﴿ مّثْلَ يَوْمِ الاْحْزَابِ ﴾ مثل أيامهم، لأنه لما أضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوم نوح وعاد وثمود، ولم يلبس أنّ كلّ حزب منهم كان له يوم دمار، اقتصر على الواحد من الجمع ؛ لأنّ المضاف إليه أغنى عن ذلك كقوله :% ( كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُو تَعِفُّوا ;
وقال الزجاج : مثل يوم حزب حزب، ودأب هؤلاء : دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي، وكون ذلك دائباً دائماً منهم لا يفترون عنه، ولا بدَّ من حذف مضاف، يريد : مثل جزاء دأبهم. فإن قلت : بم انتصب مثل الثاني ؟ قلت : بأنه عطف بيان لمثل الأوّل ؛ لأنّ آخر ما تناوله الإضافة قوم نوح، ولو قلت أهلك الله الأحزاب : قوم نوح وعاد وثمود، لم يكن إلاّ عطف بيان لإضافة قوم إلى أعلام، فسرى ذلك الحكم إلى أوّل ما تناولته الإضافة ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لّلْعِبَادِ ﴾ يعني : أن تدميرهم كان عدلاً وقسطاً، لأنهم استوجبوه بأعمالهم، وهو أبلغ من قوله تعالى :﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ ﴾ حيث جعل المنفى إرادة الظلم ؛ لأنّ من كان عن أرادة الظلم بعيداً، كان عن الظلم أبعد. وحيث نكر الظلم، كأنه نفى أن يريد ظلماً ما لعباده. ويجوز أن يكون

__________


الصفحة التالية
Icon