ولم يقل، لتأكلوا منها، ولتصلوا إلى منافع ؟ أو هلا قال : منها تركبون ومنها تأكلون وتبلغون عليها حاجة في صدوركم ؟ قلت : في الركوب : الركوب في الحج والغزو، وفي بلوغ الحاجة : الهجرة من بلد إلى بلد لإقامة دين أو طلب علم، وهذه أغراض دينية إمّا واجبة أو مندوب إليها مما يتعلق به إرادة الحكيم. وأما الأكل وإصابة المنافع : فمن جنس المباح الذي لا يتعلق به إرادته، ومعنى قوله :﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ وعلى الأنعام وحدها لا تحملون، ولكن عليها وعلى الفلك في البر والبحر. فإن قلت : هلا قيل : وفي الفلك، كما قال :﴿ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ ؟ ( هود : ٤٠ ) قلت : معنى الإيعاء ومعنى الاستعلاء : كلاهما مستقيم ؛ لأنّ الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها، فلما صحّ المعنيان صحت العبارتان. وأيضاً فليطابق قوله :( وعليها ) ويزاوجه ﴿ وَيُرِيكُمْ ءايَاتِهِ فَأَىَّ ﴾ جاءت على اللغة المستفيضة. وقولك : فأية آيات الله قليل، لأنّ التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب. وهي في ( أي ) أغرب لإبهامه.
! ٧ < ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الاٌّ رْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَاراً فِى الاٌّ رْضِ فَمَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٨٢ ) أفلم يسيروا في..... > > ﴿وَءاثَاراً ﴾ قصورهم ومصانعهم. وقيل : مشيهم بأرجلهم لعظم أجرامهم ﴿ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ﴾ ما نافية أو مضمنة معنى الاستفهام، ومحلها النصب، والثانية : موصولة أو مصدرية ومحلها الرفع، يعني أي شيء أغنى عنهم مكسوبهم أو كسبهم ﴿ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مّنَ الْعِلْمِ ﴾ فيه وجوه : منها أنه أراد العلم الوارد على طريق التهكم في قوله تعالى :﴿ بَلِ ادرَكَ عِلْمُهُمْ فِى الاْخِرَةِ ﴾ ( النمل : ٦٦ ) : وعلمهم في الآخرة أنهم كانوا يقولون : لا

__________


الصفحة التالية
Icon