سمى ما يعمله العامل مما يبغى به الفائدة والزكاء حرثاً على المجاز. وفرق بين عملي العاملين : بأن من عمل للآخرة وفق في عمله وضوعفت حسناته، ومن كان عمله للدنيا أعطى شيئاً منها لا ما يريده ويبتغيه. وهو رزقه الذي قسم له وفرغ منه وماله نصيب قط في الآخرة، ولم يذكر في معنى عامل الآخرة وله في الدنيا نصيب، على أن رزقه المقسوم له واصل إليه لا محالة، للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب.
! ٧ < ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٢١ ) أم لهم شركاء..... > > معنى الهمزة في ﴿ أَمْ ﴾ التقرير والتقريع. وشركاؤهم : شياطينهم الذين زينوا لهم الشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا ؛ لأنهم لا يعلمون غيرها وهو الدين الذي شرعت لهم الشياطين، وتعالى الله عن الإذن فيه والأمر به وقيل شركاؤهم : أوثانهم. وإنما أضيفت إليهم لأنهم متخذوها شركاء لله، فتارة تضاف إليهم لهذه الملابسة. وتارة إلى الله ؛ ولما كانت سبباً لضلالتهم وافتتانهم : جعلت شارعة لدين الكفر، كما قال إبراهيم صلوات الله عليه :﴿ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ النَّاسِ ﴾. ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ ﴾ أي القضاء السابق بتأجيل الجزاء. أي : ولولا العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة ﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي بين الكافرين والمؤمنين. أو بين المشركين وشركائهم. وقرأ مسلم بن جندب ( وأنّ الظالمين ) بالفتح عطفاً له على كلمة الفصل، يعني : ولولا كلمة الفصل وتقدير تعذيب الظالمين في الآخرة. لقضي بينهم في الدنيا.
! ٧ < ﴿ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِى رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٢٢ - ٢٣ ) ترى الظالمين مشفقين..... > > ﴿ تَرَى الظَّالِمِينَ ﴾ في الآخرة ﴿ مُشْفِقِينَ ﴾ خائفين خوفاً شديداً أرق قلوبهم ﴿ مِمَّا كَسَبُواْ ﴾ من السيئات ﴿ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ﴾ يريد : ووباله واقع بهم وواصل إليهم لا بدّ لهم منه، أشفقوا أو لم يشفقوا. كأن روضة جنة المؤمن أطيب بقعة فيها وأنزهها ﴿ عِندَ رَبّهِمْ ﴾ منصوب بالظرف لا بيشاؤون قرىء ( يبشر ) من بشره. ويبشر من أبشره. ويبشر، من بشره. والأصل : ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده، فحذف الجار، كقوله تعالى :

__________


الصفحة التالية
Icon