﴿ وَلَمَن صَبَرَ ﴾ على الظلم والأذى ﴿ وَغَفَرَ ﴾ ولم ينتصر وفوّض أمره إلى الله ﴿ إِنَّ ذالِكَ ﴾ منه ﴿ لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ ﴾ وحذف الراجع لأنه مفهوم، كما حذف من قولهم : السمن منوان بدرهم. ويحكى أن رجلاً سب رجلاً في مجلس الحسن رحمه الله، فكان المسبوب يكظم، ويعرق فيمسح العرق، ثم قام فتلا هذه الآية، فقال الحسن : عقلها والله وفهمها إذ ضيعها الجاهلون. وقالوا : العفو مندوب إليه، ثم الأمر قد ينعكس في بعض الأحوال، فيرجع ترك العفو مندوباً إليه، وذلك إذا احتيج إلى كف زيادة البغي، وقطع مادة الأذى. وعن النبي ﷺ ما يدل عليه وهو :
( ٩٩٨ ) أن زينب أسمعت عائشة بحضرته، وكان ينهاها فلا تنتهي، فقال لعائشة :( دونك فانتصري ).
! ٧ < ﴿ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِىٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٤٤ ) ومن يضلل الله..... > > ﴿ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ ﴾ ومن يخذل الله ﴿ فَمَا لَهُ مِن وَلِىّ مّن بَعْدِهِ ﴾ فليس له من ناصر يتولاه من بعد خذلانه.
! ٧ < ﴿ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىٍّ وَقَالَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِى عَذَابٍ مُّقِيمٍ * وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٤٥ - ٤٦ ) وتراهم يعرضون عليها..... > > ﴿ خاشِعِينَ ﴾ متضائلين متقاصرين مما يلحقهم ﴿ مَّنَ الذُّلّ ﴾ وقد يعلق من الذل ينظرون، ويوقف على خاشعين ﴿ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ ﴾ أي يبتدىء نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي بمسارقة، كما ترى المصبور ينظر إلى السيف. وهكذا نظر الناظر إلى المكاره : لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها، كما يفعل في نظره إلى المحاب. وقيل : يحشرون عمياً فلا ينظرون إلا بقلوبهم. وذلك نظر من طرف خفي. وفيه تعسف ﴿ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ﴾ إما أن يتعلق بخسروا، ويكون قول المؤمنين واقعاً في

__________


الصفحة التالية
Icon