فإن قلت : قوله :﴿ قَوْماً ﴾ ما وجه تنكيره وإنما أراد الذين آمنوا وهم معارف ؟ قلت : هو مدح لهم وثناء عليهم، كأنه قيل : ليجزي أيما قوم وقوماً مخصوصين، لصبرهم وإغضائهم على أذى أعدائهم من الكفار، وعلى ما كانوا يجرعونهم من الغصص ﴿ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ من الثواب العظيم بكظم الغيظ واحتمال المكروه ومعنى قول عمر : ليجزى عمر بما صنع : ليجزى بصبره واحتماله. وقوله لرسول الله ﷺ عند نزول الآية :
( ١٠٢١ ) والذي بعثك بالحق لا ترى الغضب في وجهي. وقرىء ( ليجزى قوماً ) أي : الله عز وجل. وليجزي قوم. وليجزى قوماً، على معنى : وليجزي الجزاء قوماً.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمينَ * وَءاتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الاٌّ مْرِ فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بِيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ > ٧ !
< < الجاثية :( ١٦ - ١٧ ) ولقد آتينا بني..... > > ﴿ الْكِتَابِ ﴾ التوراة ﴿ وَالْحُكْمَ ﴾ الحكمة والفقه. أو فصل الخصومات بين الناس ؛ لأنّ الملك كان فيهم والنبوّة ﴿ مّنَ الطَّيّبَاتِ ﴾ مما أحل الله لهم وأطاب من الأرزاق ﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمينَ ﴾ حيث لم نؤت غيرهم مثل ما آتيناهم ﴿ بَيّنَاتٍ ﴾ آيات ومعجزات ﴿ مِنَ الاْمْرِ ﴾ من أمر الدين، فما وقع بينهم الخلاف في الدين ﴿ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ﴾ ما هو موجب لزوال الخلاف وهو العلم. وإنما اختلفوا لبغى حدث بينهم، أو لعداوة وحسد.
! ٧ < ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الاٌّ مْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ > ٧ !
< < الجاثية :( ١٨ ) ثم جعلناك على..... > > ﴿عَلَى شَرِيعَةٍ ﴾ على طريقة ومنهاج ﴿ مِنَ الاْمْرِ ﴾ من أمر الدين، فاتبع شريعتك الثابتة بالدلائل والحجج، ولا تتبع ما لا حجة عليه من أهواء الجهال، ودينهم المبنى على هوى وبدعة، وهم رؤساء قريش حين قالوا : ارجع إلى دين أبائك. ولا توالهم، إنما يوالي الظالمين من هو ظالم مثلهم، وأما المتقون : فوليهم الله وهم موالوه. وما أبين الفصل بين الولايتين.
! ٧ < ﴿ هَاذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ > ٧ { < الجاثية :( ٢٠ ) هذا بصائر للناس..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon