والتوبيخ لهم على استهزائهم بوعد الله ووعيده، وقولهم :﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ ( الشعراء : ١٣٨ ).
! ٧ < ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأحقاف :( ٣٥ ) فاصبر كما صبر..... > > ﴿ أُوْلُو * الْعَزْمِ ﴾ أولوا الجد والثبات والصبر. و ﴿ مِنْ ﴾ يجوز أن تكون للتبعيض، ويراد بأولى العزم : بعض الأنبياء. قيل : هم نوح، صبر على أذى قومه : كانوا يضربونه حتى يغشى عليه، وإبراهيم على النار وذبح ولده، وإسحاق على ا لذبح، ويعقوب على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف على الجب والسجن، وأيوب على الضرّ، وموسى قال له قومه : إنا لمدركون، قال : كلا إنّ معي ربي سيهدين، وداود بكى على خطيئته أربعين سنة، وعيسى لم يضع لبنة على لبنة وقال : إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها. وقال الله تعالى في آدم :﴿ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾ ( طه : ١١٥ ) وفي يونس :﴿ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ ( القلم : ٤٨ ) ويجوز أن تكون للبيان، فيكون أولو العز صفة الرسل كلهم ﴿ وَلاَ تَسْتَعْجِل ﴾ لكفار قريش بالعذاب، أي : لا تدع لهم بتعجيله ؛ فإنه نازل بهم لا محالة، وإن تأخر، وأنهم مستقصرون حينئذٍ مدّة لبثهم في الدنيا حتى يحسبوها ﴿ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ ﴾ أي هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة. أو هذا تبليغ من الرسول عليه السلام ﴿ فَهَلْ يُهْلَكُ ﴾ إلا الخارجون عن الاتعاظ به، والعمل بموجبه. ويدل على معنى التبليغ قراءة من قرأ : بلغ فهل يهلك : وقرىء ( بلاغاً )، أي بلغوا بلاغاً : وقرىء ( يهلك ) بفتح الياء وكسر اللام وفتحها، من هلك وهلك. ونهلك بالنون ﴿ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
وعن رسول الله ﷺ :
( ١٠٣٥ ) ( من قرأ سورة الأحقاف كتب له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا ).

__________


الصفحة التالية
Icon