بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى ما قبلها. وشطوه، بقلبها واواً ﴿ فَآزَرَهُ ﴾ من المؤازرة وهي المعاونة. وعن الأخفش : أنه أفعل. وقرىء :( فأزره ) بالتخفيف والتشديد، أي : فشدّ أزره وقوّاه. ومن جعل ﴿ ءازَرَ ﴾ أفعل، فهو في معنى القراءتين ﴿ فَاسْتَغْلَظَ ﴾ فصار من الدقة إلى الغلظ ﴿ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ﴾ فاستقام على قصبه جمع ساق. وقيل : مكتوب في الإنجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وعن عكرمة : أخرج شطأه بأبي بكر، فآزره بعمر، فاستغلظ بعثمان، فاستوى على سوقه بعليّ. وهذا مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوى واستحكم، لأنّ النبي ﷺ، قام وحده. ثم قوّاه الله بمن آمن معه كما يقوى الطاقة الأولى من الزرع ما يحتف بها مما يتولد منها حتى يعجب الزرّاع. فإن قلت : قوله :﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ تعليل لماذا ؟ قلت : لما دل عليه تشبيههم بالزرع من نمائهم وترقيهم في الزيادة والقوّة، ويجوز أن يعلل به ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ ﴾ لأنّ الكفار إذا سمعوا بما أعدّ لهم في الآخرة مع ما يعزهم به في الدنيا غاظهم ذلك. ومعنى ﴿ مِنْهُم ﴾ البيان، كقوله تعالى :﴿ فَاجْتَنِبُواْ الرّجْسَ مِنَ الاْوْثَانِ ﴾ ( الحج : ٣٠ ).
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ١٠٥٣ ) ( من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع محمد فتح مكة ).

__________


الصفحة التالية
Icon