* وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ * فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ * وَلَقَد يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } > ٧ !
< < القمر :( ٢٦ - ٣٢ ) سيعلمون غدا من..... > > ﴿ أَبَشَراً مّنَّا واحِداً ﴾ نصب بفعل مضمر يفسره ﴿ نَّتَّبِعُهُ ﴾ وقرىء :( أبشر منا واحد ) على الابتداء. ونتبعه : خبره، والأوّل أوجه للاستفهام. كان يقول : إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق، وسعر : ونيران، جمع سعير، فعكسوا عليه فقالوا : إن اتبعناك كنا إذن كما تقول. وقيل : الضلال : الخطأ والبعد عن الصواب. والسعر : الجنون. يقال : ناقة مسعورة. قال :% ( كَأَنَّ بِهَا سُعْرًا إذَا الْعِيسُ هَزَّهَا % ذَمِيلٌ وَإِرْخَاءٌ مِنَ السَّيْرِ مُتْعِبُ ) %
فإن قلت : كيف أنكروا أن يتبعوا بشراً منهم واحداً ؟ قلت : قالوا أبشراً : إنكاراً لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية، وطلبوا أن يكون من جنس أعلى من جنس البشر وهم الملائكة، وقالوا :﴿ مِّنَّا ﴾ لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى، وقالوا :﴿ واحِداً ﴾ إنكاراً لأن تتبع الأمّة رجلاً واحداً. أو أرادوا واحداً من أفنائهم ليس بأشرفهم وأفضلهم، ويدل عليه قولهم :﴿ أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا ﴾ أي أنزل عليه الوحي من بيننا وفينا من هو أحق منه بالاختيار للنبوّة ﴿ أَشِرٌ ﴾ بطر متكبر، حمله بطره وشطارته وطلبه التعظم علينا على ادعاء ذلك ﴿ سَيَعْلَمُونَ غَداً ﴾ عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة ﴿ مَّنِ الْكَذَّابُ الاْشِرُ ﴾ أصالح أم من كذبه. وقرىء :( ستعلمون ) بالتاء على حكاية ما قال لهم صالح مجيباً لهم. أو هو كلام الله تعالى على سبيل الالتفات. وقرىء :( الأشر ) بضم الشين، كقولهم حدث وحدث. وحذر وحذر، وأخوات لها. وقرىء :( الأشر ) وهو الأبلغ في الشرارة. والأخير والأشر : أصل قولهم : هو خير منه وشر منه، وهو أصل مرفوض، وقد حكى ابن الأنباري قول العرب : هو أخير وأشر، وما أخيره وما أشره ﴿ مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ ﴾ باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا ﴿ فِتْنَةً لَّهُمْ ﴾ امتحاناً لهم وابتلاء ﴿ فَارْتَقِبْهُمْ ﴾ فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون ﴿ وَاصْطَبِرْ ﴾ على أذاهم ولا تعجل حتى يأتيك أمري ﴿ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ﴾ مقسوم بينهم : لها شرب يوم ولهم شرب يوم. وإنما