عطف النخل والرمان على الفاكهة وهما منها ؟ قلت : اختصاصاً لهما وبياناً لفضلهما، كأنهما لما لهما من المزية جنسان آخران، كقوله تعالى :﴿ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾ ( البقرة : ٩٨ ) أو لأنّ النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه. ومنه قال أبو حنيفة رحمه الله : إذا حلف لا يأكل فاكهة فأكل رماناً أو رطباً : لم يحنث، وخالفه صاحباه.
! ٧ < ﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِىٍّ حِسَانٍ * فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ ﴾ > ٧ !
< < الرحمن :( ٧٠ - ٧٨ ) فيهن خيرات حسان > > ﴿ خَيْراتٌ ﴾ خيرات فخففت، كقوله عليه السلام :
( ١١١٨ ) ( هينون لينون ) وأما ( خير ) الذي هو بمعنى أخير، فلا يقال فيه خيرون ولا خيرات. وقرىء :( خيرات ) على الأصل. والمعنى : فاضلات الأخلاق حسان الخلق ﴿ مَّقْصُوراتٌ ﴾ قصرن في خدورهنّ. يقال : امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة مخدرة. وقيل : إنّ الخيمة من خيامهنّ درّة مجوّفة ﴿ قَبْلَهُمْ ﴾ قبل أصحاب الجنتين، دل عليهم ذكر الجنتين ﴿ مُتَّكِئِينَ ﴾ نصب على الاختصاص. والرفرف : ضرب من البسط. وقيل البسط وقيل الوسائد، وقيل كل ثوب عريض رفرف. ويقال لأطراف البسط فضول الفسطاط : رفارف. ورفرف السحاب : هيدبه والعبقري : منسوب إلى عبقر، تزعم العرب أنه بلد الجن ؛ فينسبون إليه كل شيء عجيب. وقرىء :( رفارف خضر ) بضمتين. وعباقرى، كمدائني : نسبة إلى عباقري في اسم البلد : وروى أبو حاتم : عباقرى، بفتح القاف ومنع الصرف، وهذا لا وجه لصحته. فإن قلت : كيف تقاصرت صفات هاتين الجنتين عن الأوليين حتى قيل : ومن دونهما ؟ قلت : مدهامّتان، دون ذواتا أفنان. ونضاختان دون : تجريان. وفاكهة دون : كل فاكهة. وكذلك صفة الحور والمتكأ. وقرىء :( ذو الجلال ) صفة، للاسم.

__________


الصفحة التالية
Icon