الْمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ } > ٧ !
< < الصافات :( ٥٠ ) فأقبل بعضهم على..... > > فإن قلت : علام عطف قوله :﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ ؟ قلت : على يطاف عليهم. والمعنى : يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال :% ( وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إلا % أَحَادِيثُ الْكِرَامِ عَلَى الْمُدَامِ ) %
فيقبل بعضهم على بعض ﴿ يَتَسَاءلُونَ ﴾ عما جرى لهم وعليهم في الدنيا، إلا أنه جيء به ماضياً على عادة الله في أخباره. وقرىء :( من المصدّقين ) من التصديق. ومن المصدَّقين مشدّد الصاد، من التصدّق، وقيل : نزلت في رجل تصدّق بماله لوجه الله، فاحتاج فاستجدى بعض إخوانه ؛ فقال : وأين مالك ؟ قال : تصدقت به ليعوضني الله به في الآخرة خيراً منه، فقال : أئنك لمن المصدّقين بيوم الدين. أو من المتصدّقين لطلب الثواب. والله لا أعطيك شيئاً ﴿ لَمَدِينُونَ ﴾ لمجزيون، من الدين وهو الجزاء. أو لمسوسون مربوبون. يقال : دانه ساسه. ومنه الحديث :
( ٩٤٧ ) ( العاقل من دان نفسه ). ﴿ قَالَ ﴾ يعني ذلك القائل :﴿ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ ﴾ إلى النار لأريكم ذلك القرين. قيل : إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى أهل النار. وقيل : القائل هو الله عزّ وجلّ. وقيل : بعض الملائكة يقول لأهل الجنة : هل تحبون أن تطلعوا فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار. وقرىء :( مطلعون ) فاطلع. وفأطلع بالتشديد، على لفظ الماضي والمضارع المنصوب : ومطلعون فاطلع وفأطلع بالتحفيف على لفظ الماضي والمضارع والمنصوب يقال طلع علينا فلان، واطلع واطلع بمعنى واحد، والمعنى : هل أنتم مطلعون إلى القرين فأطلع أنا أيضاً. أو عرض عليه الاطلاع