على الآخر، ويسمون الأعلى : الزند، والأسفل : الزندة ؛ شبهوهما بالفحل والطروقة ﴿ شَجَرَتَهَآ ﴾ التي منها الزناد ﴿ تَذْكِرَةً ﴾ تذكيراً لنار جهنهم، حيث علقنا بها أسباب المعايش كلها، وعممنا بالحاجة إليها البلوى لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها ويذكرون ما أوعدوا به. أو جعلناها تذكرة وأنموذجاً من جهنم، لما روى عن رسول الله ﷺ :
( ١١٢٧ ) ( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزأ من حرّ جهنم ) ﴿ وَمَتَاعاً ﴾ ومنفعة ﴿ لّلْمُقْوِينَ ﴾ للذين ينزلون القواء وهي القفر. أو للذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام. يقال : أقويت من أيام، أي لم آكل شيئاً ﴿ فَسَبّحْ بِاسْمِ رَبّكَ ﴾ فأحدث التسبيح بذكر اسم ربك، أو أراد بالاسم : الذكر، أي : بذكر ربك. و ﴿ الْعَظِيمِ ﴾ صفة للمضاف أو للمضاف إليه. والمعنى : أنه لما ذكر ما دل على قدرته وإنعامه على عباده قال : فأحدث التسبيح وهو أن يقول : سبحان الله، إمّا تنزيهاً له عما يقول الظالمون الذين يجحدون وحدانيته ويكفرون نعمته، وإما تعجباً من أمرهم في غمط آلائه وأياديه الظاهرة، وإما شكراً لله على النعم التي عدّها ونبه عليها.
! ٧ < ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ * فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ > ٧ !
< < الواقعة :( ٧٥ ) فلا أقسم بمواقع..... > > ﴿فَلاَ أُقْسِمُ ﴾ معناه فأقسم. ولا مزيدة مؤكدة مثلها في قوله :﴿ لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ ( الحديد : ٢٩ ) وقرأ الحسن :( فلأقسم ). ومعناه : فلأنا أقسم : اللام لام الابتداء دخلت على جملة من مبتدأ وخبر، وهي : أنا أقسم، كقولك :( لزيد منطلق ) ثم حذف المبتدأ، ولا يصح أن نكون اللام لام القسم لأمرين، أحدهما : أن حقها أن يقرن بها النون المؤكدة، والإخلال بها ضعيف قبيح. والثاني : أن ( لأفعلن ) في جواب القسم

__________


الصفحة التالية
Icon