بالإطعام كما ذكره عند الكفارتين ؟ قلت : اختلف في ذلك، فعند أبي حنيفة : أنه لا فرق بين الكفارات الثلاث في وجوب تقديمها على المساس، وإنما ترك ذكره عند الإطعام دلالة على أنه إذا وجد في خلال الإطعام لم يستأنف كما يستأنف الصوم إذا وقع في خلاله. وعند غيره : لم يذكر للدلالة على أن التكفير قبله وبعده سواء. فإن قلت : الضمير في أن يتماسا إلام يرجع ؟ قلت : إلى ما دلّ عليه الكلام من المظاهر والمظاهر منها ﴿ ذَلِكَ ﴾ البيان والتعليم للأحكام والتنبيه عليها لتصدقوا ﴿ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ في العمل بشرائعه التي شرعها من الظهار وغيره، ورفض ما كنتم عليه في جاهليتكم ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ﴾ التي لا يجوز تعدّيها ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ ﴾ الذي لا يتبعونها ولا يعملون عليها ﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < المجادلة :( ٥ ) إن الذين يحادون..... > > ﴿يُحَآدُّونَ ﴾ يعادون ويشاقون ﴿ كُبِتُواْ ﴾ أخزوا وأهلكوا ﴿ كَمَا كُبِتَ ﴾ من قبلهم من أعداء الرسل. قيل : أريد كبتهم يوم الخندق ﴿ وَقَدْ أَنزَلْنَا ءايَاتٍ بَيّنَاتٍ ﴾ تدل على صدق الرسول وصحة ما جاء به ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ ﴾ بهذه الآيات ﴿ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ يذهب بعزهم وكبرهم ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ﴾ منصوب بلهم. أو بمهين. أو بإضمار اذكر تعظيماً لليوم ﴿ جَمِيعاً ﴾ كلهم لا يترك منهم أحد غير مبعوث. أو مجتمعين في حال واحدة، كما تقول : حي جميع ﴿ فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ ﴾ تخجيلاً لهم وتوبيخاً وتشهيراً بحالهم، يتمنون عنده المسارعة بهم إلى النار، لما يلحقهم من الخزى على رؤوس الأشهاد ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ ﴾ أحاط به عدداً لم يفته منه شيء ﴿ وَنَسُوهُ ﴾ لأنهم تهاونوا به حين ارتكبوه لم يبالوا به لضراوتهم بالمعاصي، وإنما تحفظ معظمات الأمور.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < المجادلة :( ٧ ) ألم تر أن..... > > ﴿مَا يَكُونُ ﴾ من كان التامة. وقرىء بالياء والتاء، والياء على أنّ النجوى تأنيثها غير حقيقي ومن فاصله. أو على أنّ المعنى ما يكون شيء من النجوى. والنجوى : التناجي، فلا تخلو إما أن تكون مضافة إلى ثلاثة، أي : من نجوى ثلاثة نفر. أو موصوفة