لكم فتحاً. أو على : يغفر لكم ويدخلكم جنات، ويؤتكم أخرى نصراً من الله وفتحاً.
! ٧ < ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِى إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَأامَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < الصف :( ١٤ ) يا أيها الذين..... > > قرىء :( كونوا أنصار الله وأنصاراً لله ). وقرأ ابن مسعود :( كونوا أنتم أنصار الله ). وفيه زيادة حتم للنصرة عليهم. فإن قلت : ما وجه صحة التشبيه وظاهره تشبيه كونهم أنصاراً بقول عيسى صلوات الله عليه :﴿ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ﴾ ؟ قلت : التشبيه محمول على المعنى، وعليه يصح. والمراد : كونوا أنصار الله كما الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم :﴿ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ﴾. فإن قلت : ما معنى قوله :﴿ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ﴾ ؟ قلت : يجب أن يكون معناه مطابقاً لجواب الحواريين ﴿ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ والذي يطابقه أن يكون المعنى : من جندي متوجهاً إلى نصرة الله، وإضافة ﴿ أَنصَارِى ﴾ خلاف إضافة ﴿ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ فإنّ معنى ﴿ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ : نحن الذين ينصرون الله. ومعنى ﴿ مَنْ أَنصَارِى ﴾ من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله ؛ ولا يصح أن يكون معناه : من ينصرني مع الله ؛ لأنه لا يطابق الجواب. والدليل عليه : قراءة من قرأ :( من أنصار الله ). والحواريون أصفياؤه وهم أوّل من آمن به وكانوا اثنى عشر رجلاً ؛ وحواري الرجل : صفيه وخلصانه من الحوار وهو البياض الخالص. والحوّاري : الدرمك. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :
( ١١٧٠ ) ( الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي ) وقيل : كانوا قصارين يحوّرون الثياب يبيضونها. ونظير الحواري في زنته : الحوالي : الكثير الحيل ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ ﴾ منهم بعيسى ﴿ وَكَفَرَت ﴾ به ﴿ طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ﴾ مؤمنيهم على كفارهم، فظهروا عليهم. وعن زيد بن علي : كان ظهورهم بالحجة.

__________


الصفحة التالية
Icon