هاد يهود : إذا تهود ﴿ أَوْلِيَاء لِلَّهِ ﴾ كانوا يقولون. نحن أبناء الله وأحباؤه، أي : إن كان قولكم حقاً وكنتم على ثقة ﴿ فَتَمَنَّوُاْ ﴾ عى الله أن يميتكم وينقلكم سريعاً إلى دار كرامته التي أعدّها لأوليائه، ثم قال :﴿ وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً ﴾ بسبب ما قدّموا من الكفر، وقد قال لهم رسول الله ﷺ :
( ١١٧٢ ) ( والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه ) فلولا أنهم كانوا موقنين بصدق رسول الله ﷺ لتمنوا، ولكنهم علموا أنهم لو تمنوا لماتوا من ساعتهم ولحقهم الوعيد، فما تمالك أحد منهم أن يتمنى ؛ وهي إحدى المعجزات. وقرىء :( فتمنوا الموت ) بكسر الواو، تشبيهاً بلو استطعنا. ولا فرق بين ( لا ) و ( لن ) في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل، إلا أن في ( لن ) تأكيداً وتشديداً ليس في ( لا ) فأتى مرّة بلفظ التأكيد ﴿ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ ﴾ ( البقرة : ٩٥ ) ومرّة بغير لفظه ﴿ وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ ﴾ ( الجمعة : ٧ ) ثم قيل لهم ﴿ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ ﴾ ولا تجسرون أن تتمنوه خيفة أن تؤخذوا بوبال كفركم ؛ لا تفوتونه وهو ملاقيكم لا محالة ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ ﴾ إلى الله فيجازيكم بما أنتم أهله من العقاب. وقرأ زيد بن علي رضي الله عنه : إنه ملاقيكم. وفي قراءة ابن مسعود : تفرون منه ملاقيكم، وهي ظاهرة. وأما التي بالفاء، فلتضمن الذي معنى الشرط، وقد جعل ﴿ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ ﴾ كلاماً برأسه في قراءة زيد، أي : أنّ الموت هو الشيء الذي تفرّون منه، ثم استؤنف : إنه ملاقيكم.
! ٧ < ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَواةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَواةُ فَانتَشِرُواْ فِى الاٌّ رْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ > ٧ !
< < الجمعة :( ٩ ) يا أيها الذين..... > > (يوم الجمعة ) يوم الفوج المجموع، كقولهم : ضحكة، للمضحوك منه. و ( يوم الجمعة )، بفتح الميم : يوم الوقت الجامع، كقولهم : ضحكة، ولعنة، ولعبة ؛ ويوم الجمعة تثقيل للجمعة، كما قيل : عسرة في عسرة. وقرىء : بهن جميعاً. فإن قلت : من في قوله :﴿ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ ﴾ ما هي ؟ قلت : هي بيان لإذا وتفسير له. والنداء : الأذان. وقالوا : المراد به الأذان عند قعود الإمام على المنبر، وقد :

__________


الصفحة التالية
Icon