والأرض، ثم بعلمه ما يسره العباد ويعلنونه، ثم بعلمه ذوات الصدور : أن شيئاً من الكليات والجزئيات غير خاف عليه ولا عازب عنه، فحقه أن يتقي ويحذر ولا يجترأ على شيء مما يخاف رضاه. وتكوير العلم في معنى تكرير الوعيد، وكل ما ذكره بعد قوله تعالى :﴿ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ ﴾ ( التغابن : ٢ ) كما ترى في معنى الوعيد على الكفر، وإنكار أن يعصي الخالق ولا تشكر نعمته فما أجهل من يمزج الكفر بالخلق ويجعله من جملته، والخلق : أعظم نعمة من الله على عباده، والكفر : أعظم كفران من العباد لربهم.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَالِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُواْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَمِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < التغابن :( ٥ ) ألم يأتكم نبأ..... > > ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ ﴾ الخطاب لكفار مكة. ﴿ ذَالِكَ ﴾ إشارة إلى ما ذكر من الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعدّ لهم من العذاب في الآخرة ﴿ بِأَنَّهُ ﴾ بأنّ الشأن والحديث ﴿ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ﴾ أنكروا أن تكون الرسل بشراً، ولم ينكروا أن يكون الله حجراً ﴿ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ ﴾ أطلق ليتناول كل شيء، ومن جملته إيمانهم وطاعتهم. فإن قلت : قوله :﴿ وَتَوَلَّواْ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ ﴾ يوهم وجود التولي والاستغناء معاً، والله تعالى لم يزل غنياً. قلت : معناه : وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك.
! ٧ < ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * فَأامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ > ٧ !
< < التغابن :( ٧ ) زعم الذين كفروا..... > > الزعم : ادعاء العلم : ومنه قوله عليه السلام :
( ١١٨٨ ) ( زعموا مطية الكذب ) وعن شريح : لكل شيء كنية وكنية لكذب ( زعموا ) ويتعدّى إلى المفعولين تعدّي العلم. قال :% (... وَلَمْ أَزْعُمكِ عَنْ ذَاكَ مَعْزِلاَ