من نفس فرعون الخبيثة وسلطانه الغشوم، وخصوصاً من عمله وهو : الكفر، وعبادة الأصنام، والظلم، والتعذيب بغير جرم ﴿ وَنَجّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ من القبط كلهم. وفيه دليل على أنّ الاستعاذة بالله والالتجاء إليه ومسألة الخلاص منه عند المحن والنوازل : من سير الصالحين وسنن الأنبياء والمرسلين :﴿ فَافْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، ( الشعراء : ١١٨ ) ﴿ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ ( يونس : ٨٦ ). ﴿ فِيهِ ﴾ في الفرج. وقرأ ابن مسعود : فيها، كما قرىء في سورة الأنبياء، والضمير للجملة، وقد مرّ لي في هذا الظرف كلام. ومن بدع التفاسير : أنّ الفرج هو جيب الدرع، ومعنى أحصنته : منعته جبربل، وأنه جمع في التمثيل بين التي لها زوج والتي لا زوج لها، تسلية للأرامل وتطييباً لأنفسهنّ ﴿ وَصَدَّقَتْ ﴾ قرىء بالتشديد والتخفيف على أنها جعلت الكلمات والكتب صادقة، يعني : وصفتها بالصدق، وهو معنى التصديق بعينه. فإن قلت : فما كلمات الله وكتبه ؟ قلت : يجوز أن يراد بكلماته : صحفه التي أنزلها على إدريس وغيره، سماها كلمات لقصرها، وبكتبه : الكتب الأربعة، وأن يراد جميع ما كلم الله به ملائكته وغيرهم، وجميع ما كتبه في اللوح وغيره. وقرىء :( بكلمة الله وكتابه )، أي : بعيسى وبالكتاب المنزل عليه وهو الإنجيل. فإن قلت : لم قيل ﴿ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ على التذكير ؟ قلت : لأنّ القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين، فغلب ذكوره على إناثه. و ﴿ مِنَ ﴾ للتبعيض ويجوز أن يكون لابتداء الغاية، على أنهاولدت من القانتين ؛ لأنها من أعقاب هرون أخي موسى صلوات الله عليهما. وعن النبي ﷺ :
( ١٢١٣ ) ( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع : آسية بنت

__________


الصفحة التالية
Icon