﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَانُ ﴾ بقدرته وبما دبر لهن من القوادم والخوافي، وبني الأجسام على شكل وخصائص قد تأتى منها الجري في الجو ﴿ إِنَّهُ بِكُلّ شَىْء بَصِيرٌ ﴾ يعلم كيف يخلق وكيف يدبر العجائب.
! ٧ < ﴿ أَمَّنْ هَاذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ الرَّحْمَانِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِى غُرُورٍ * أَمَّنْ هَاذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِى عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾ > ٧ !
< < الملك :( ٢٠ ) أم من هذا..... > > ﴿أَمَّنْ ﴾ يشار إليه من الجموع ويقال ﴿ هَاذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مّن دُونِ * اللَّهِ ﴾ إن أرسل عليكم عذابه ﴿ أَمَّنْ ﴾ يشار إليه ويقال ﴿ هَاذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ وهذا على التقدير. ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب ويرزقون ببركة آلهتهم، فكأنهم الجند الناصر والرازق. ونحوه قوله تعالى :﴿ أَمْ لَهُمْ الِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا ﴾ ( الأنبياء : ٤٣ ). ﴿ بَل لَّجُّواْ فِى عُتُوّ وَنُفُورٍ ﴾ بل تمادوا في عناد وشراد عن الحق لثقله عليهم فلم يتبعوه.
! ٧ < ﴿ أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * قُلْ هُوَ الَّذِى أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاٌّ بْصَارَ وَالاٌّ فْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ * قُلْ هُوَ الَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى الاٌّ رْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الملك :( ٢٢ ) أفمن يمشي مكبا..... > > يجعل ( أكب ) مطاوع ( كبه ) يقال : كببته فأكب، من الغرائب والشواذ. ونحوه : قشعت الريح السحاب فأقشع، وما هو كذلك ؛ ولا شيء من بناء أفعل مطاوعاً، ولا يتقن نحو هذا إلا حملة كتاب سيبويه ؛ وإنما ( أكب ) من باب ( انفض، وألأم ) ومعناه : دخل في الكب، وصار ذا كب ؛ وكذلك أقشع السحاب : دخل في القشع. ومطاوع كب وقشع : انكب وانقشع. فإن قلت ما معنى ﴿ يَمْشِى مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ ﴾ ؟ وكيف قابل ﴿ يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ( الملك : ٢٢ ) ؟ قلت : معناه : يمشي معتسفاً في مكان معتاد غير مستو فيه انخفاض وارتفاع، فيعثر كل ساعة فيخر على وجهه منكباً، فحاله نقيض حال من يمشي سوياً، أي : قائماً سالماً من العثور والخرور. أو مستوى الجهة قليل الانحراف خلاف المعتسف الذي ينحرف هكذا وهكذا على طريق مستو. ويجوز أن يراد الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فيعتسف، فلا يزال ينكب على وجهه، وأنه ليس كالرجال السوي

__________


الصفحة التالية
Icon