بمكة، وأنما كان إسماعيل بمكة، وهو الذي بنى البيت مع أبيه، والمنحر بمكة، ومما يدلّ عليه أنّ الله تعالى وصفه بالصبر دون أخيه إسحاق في قوله :﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ * وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مّنَ الصَّابِرِينَ ﴾ ( الأنبياء : ٨٥ ) وهو صبره على الذبح، ووصفه بصدق الوعد في قوله :﴿ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ﴾ ( مريم : ٥٤ ) لأنه وعد أباه الصبر من نفسه على الذبح فوفى به، ولأنّ الله بشّره بإسحاق وولده يعقوب في قوله :﴿ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ ( هود : ٧١ ) فلو كان الذبيح إسحاق لكان خلفاً للموعد في يعقوب، وعن علي بن أبي طالب وابن مسعود والعباس وعطاء وعكرمة وجماعة من التابعين : إنه إسحاق. والحجة فيه أن الله تعالى أخبر عن خليله إبراهيم حين هاجر إلى الشام بأنه استوهبه ولداً، ثم أتبع ذلك البشارة بغلام حليم، ثم ذكر رؤياه بذبح ذلك الغلام المبشر به. ويدلّ عليه كتاب يعقوب إلى يوسف : من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله. فإن قلت : قد أوحى إلى إبراهيم صلوات